واشنطن غير راضية عن أداء المسؤولين اللبنانيين مع حزب الله (تقرير)

دخل الجيش اللبناني بلدة حدودية تتداخل فيها الأراضي بين لبنان وسوريا، في مؤشر إلى إنهاء التدهور الأمني الذي شهدته المنطقة بموجب تنسيق بين سلطات البلدين، وفق ما ذكر تقرير لموقع إذاعة «مونت كارلو».

وكانت اشتباكات وقعت بين قوات الأمن السورية ومسلحين لبنانيين ذكرت تقارير أنهم تابعين لحزب الله، لكن الحزب نفى ذلك قائلا: إن أبناء العشائر دافعوا عن منطقتهم، فيما قال الجانب السوري إنه استهدف محاولات للتسلل وتهريب للممنوعات.

ورغم أن بعض أهالي بلدة حوش السيد على استقبلوا آليات الجيش اللبناني بعبارات معادية إلا أن بيانا للجيش أفاد بأنه نفذ تدابير أمنية للحفاظ على الاستقرار في المنطقة الحدودية.

وتابع بيان الجيش: «أن الضغوط الأمريكية والإسرائيلية تتزايد على الدولة كي تبدأ خطوات مطلوبة منها لنزع سلاح حزب الله، فهذا كان أحد شروط وقف إطلاق النار أواخر نوفمبر من العام الماضي، وليس واضحا حتى الآن ما هي التدابير التي سيعتمدها الجانب اللبناني، إذ كان ينتظر انسحابا إسرائيليا كاملا من جنوب لبنان، لكن اسرائيل أبقت قواتها على التلال الحدودية وتطالب بمنطقة فاصلة غير مأهولة على طول الحدود».

ونقل التقرير عن المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف وودكوك قوله، إن واشنطن غير راضية عن أداء المسؤولين اللبنانيين في التعامل مع حزب الله، مطالبا لبنان بالمشاركة في مفاوضات سياسية مباشرة مع إسرائيل، وكان الأهم تأكيده أن لا إعمار للجنوب والمناطق الأخرى المتضررة من دون التوجه إلى المسار السلمي في وقت قريب.

من ناحيتها ذكرت وكالة الأنباء الأمريكية «أسوشيتد برس»، أنه على بعد أمتار قليلة من الحدود السورية، يناور حزب الله بشكل محموم للحفاظ على نفوذه المتضائل، ويدفع لبنان إلى حافة صراع آخر، قد يكون الأخطر منذ عام 2006.

وتابعت: أن حزب الله يعزز وجوده في مناطق مثل الهرمل والقاع والقصير، ويقيم نقاط مراقبة استعدادًا لمواجهة محتملة، والأكثر إثارة للقلق أن الحزب يستفز القوات السورية والميليشيات المتنافسة، مما يزيد من خطر التصعيدات العنيفة التي قد لا يتمكن لبنان من تجنبها.

وأكدت الوكالة أن لبنان لا يريد الحرب، ونشوب هذه الحرب ستجعل البلاد تدفع فاتورة لا يمكن تحملها، وأن جر البلاد إلى الحرب، ستدفع الشعب للمطالبة بمحاسبة التنظيم على هذه الحرب غير المرغوبة.

كان مسؤولون دفاعيون لبنانيون وسوريون توصلوا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبل يومين من الاشتباكات على طول الحدود، وأن الاتفاق ينص أيضا على «تعزيز التنسيق والتعاون بين الجانبين.

واتهم النائب البارز في حزب الله، حسين الحاج حسن، مقاتلين من الجانب السوري بدخول الأراضي اللبنانية ومهاجمة قرى حدودية، ودائرته الانتخابية هي محافظة بعلبك-الهرمل الشمالية الشرقية، التي تحمّلت العبء الأكبر من الاشتباكات.

ونقلت صحيفة الشرق الأوسط، أن «حزب الله» احتوى السجالات اللبنانية حول مقاطع فيديو أظهرت انتقادات وجهها سكان بلدة حدودية مع سوريا، تجاه الجيش اللبناني، بعد دخوله إلى القسم اللبناني من بلدة حوش السيد على ومصادرة أسلحة من المنازل.

ومن جهته، أشاد رئيس تكتل «نواب بعلبك- الهرمل» النائب حسين الحاج حسن، في كلمة ألقاها في تشييع أحد عناصر «حزب الله»، في الهرمل، بـ«الجيش اللبناني الذي قام بدوره وحشد ‏قواته ودخل إلى بلدة حوش السيد على اللبنانية». وحيّا قيادته وضباطه وجنوده، وقائده المعين حديثاً ‏العماد رودولف هيكل ورئيس الجمهورية العماد جوزيف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري «الذي كان على ‏السمع الدائم والتواصل المستمر».‏

ودعا الحاج حسن العشائر والعائلات وأبناء المنطقة إلى «احتضان الجيش اللبناني والوقوف معه»، مطالبا بالوعي والانتباه في هذه المرحلة، لأنّ هناك من يُخطّط ‏ويعمل في الليل والنهار لزرع الفتن بين اللبنانيين أنفسهم، وبين لبنان وسوريا، وأنّ هناك أيادي أمريكية‏.