شخص يعيش تجربة متسول ويجمع 367 درهماً في ساعة

استعانت القيادة العامة لشرطة الشارقة بشخص استطاع تجسيد شخصية متسول، في تجربة حقيقية، لرصد مدى التعاطف معه والاستجابة لظاهرة التسول التي يلجأ إليها بعض من يستغلون شهر رمضان لجني الأموال غير المشروعة.

وأشارت القيادة العامة لشرطة الشارقة إلى قدرة الشخص على جمع 367 درهماً خلال ساعة واحدة فقط، وتساءلت عن حجم المبالغ التي قد يجمعها هذا الشخص إذا استمر في استجداء المارة طوال اليوم، وأوضحت أن التسول ليس احتياجاً، بل تحول إلى مهنة من قبل طامعين في جمع مبالغ ضخمة، لا يحتاجون إليها في واقع الأمر.

ونصحت بدعم الجمعيات الخيرية الموثوقة، عند الرغبة في التبرع بالأموال ومساعدة المحتاجين الحقيقيين، حتى لا نكون جزءاً من استغلال المتسولين.

وتفصيلاً، استعرضت شرطة الشارقة، خلال فيديو توعوي عرضته أخيراً، تجربة التسول، وحرصت على توثيقها بالصوت والصورة لكشف مدى خطورة هذه الممارسة، حيث أظهر الفيديو شخصاً يتظاهر بالتسول لمدة ساعة واحدة فقط، وخلال هذا الوقت القصير تمكّن من جمع 367 درهماً، في مشهد يعكس حجم الاستغلال العاطفي الذي يمارسه بعض المتسولين، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك.

وأكدت شرطة الشارقة، في الفيديو، أن التسول تحوّل من ظاهرة مرتبطة بالحاجة إلى «مهنة» تدر أرباحاً ضخمة للبعض، مستغلين كرم الناس من دون أي حاجة حقيقية، وأشارت إلى أن هذه الممارسات لا تؤثر فقط في المجتمع، بل تعيق جهود الجمعيات الخيرية التي تسعى إلى مساعدة المحتاجين الحقيقيين.

ودعت شرطة الشارقة الجمهور إلى التبرع عبر القنوات الرسمية والجمعيات الخيرية المعتمدة، بدلاً من تقديم المال للمتسولين الذين قد يكونون جزءاً من شبكات منظمة، فيما حثّت المواطنين والمقيمين على الإبلاغ الفوري عن أي نشاط تسول مشبوه من خلال الأرقام التالية: 80040 أو 901.

وأطلقت القيادة العامة لشرطة الشارقة، متمثلة في إدارة الإعلام الأمني، بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين، في مطلع شهر رمضان الجاري، حملتها التوعوية «التسول جريمة.. والعطاء مسؤولية»، بهدف تعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر الظواهر الدخيلة على المجتمع، كظاهرة التسول، والباعة الجائلين في المناطق السكنية والمراكز التجارية، الذين يستغلون الشهر الفضيل لجني الأموال غير المشروعة.

وأكد مدير إدارة الإعلام الأمني، العقيد الدكتور محمد بطي الهاجري، أن التسول من الظواهر التي تنشط خلال شهر رمضان المبارك، إذ تستغل بعض الفئات هذه المدة التي تتسم بروح العطاء والتراحم لاستعطاف المجتمع بأساليب احتيالية متعددة، بهدف جمع الأموال بوسائل غير قانونية، موضحاً أن الحملة مستمرة حتى نهاية عيد الفطر المبارك.

وأشار الهاجري إلى جاهزية الفرق المختصة بمكافحة التسول لرصد هذه الممارسات وضبطها، واتخاذ الإجراءات القانونية بحق مرتكبيها، إلى جانب تكثيف الجهود التوعوية عبر منصات شرطة الشارقة على وسائل التواصل الاجتماعي للحد من هذه السلوكيات، وتعزيز الوعي المجتمعي بمخاطرها، حفاظاً على أمن المجتمع واستقراره، والمظهر الحضاري للإمارة.

ودعا الهاجري أفراد المجتمع إلى الحذر من الوقوع ضحية للمتسولين الذين يستغلون تعاطف الجمهور ورغبتهم في فعل الخير، والإسهام في القضاء على هذه الظواهر، من خلال التبرع عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية المعتمدة رسمياً من الجهات الحكومية، وحثّ الجمهور على التعاون مع أجهزة الشرطة، والإبلاغ الفوري في حال رصد أي من حالات التسول عبر الرقم 901 أو 80040.

شرطة الشارقة:

. التسوّل ظاهرة ارتبطت باستغلال كرم الناس من دون حاجة، وتؤثر في المجتمع، وتعيق جهود الجمعيات الخيرية التي تسعى إلى مساعدة المحتاجين الحقيقيين.