فنون

أسعاركم نار وشرار نداء وجهته عزل السوق منذ


مفرح الشمري

في ظل زيادة أسعار المواد الغذائية، التي يعاني منها الشعب الكويتي، وفي ظل المطالبات الكثيرة بحل مشكلة التلاعب بالأسعار وكشف المفسدين والمتلاعبين، عرضت قناة القرين امس الأول مسرحية «عزل السوق» التي أنتجتها فرقة مسرح الخليج العربي وعرضت في 1981/9/23 على خشبة مسرح الشامية، وهي من تأليف د.خالد عبداللطيف رمضان وأخرجها مسرحيا الراحل منصور المنصور بينما تلفزيونيا الراحل عبدالعزيز المنصور وكتب كلمات أغانيها الشاعر الشهيد فائق عبدالجليل ولحنها القدير غنام الديكان والتوزيع الموسيقي تصدى له الراحل د.سعيد البنا وقام ببطولتها نخبة من النجوم مثل الراحلة مريم الغضبان والفنان محمد المنصور وعبدالرحمن العقل وهيفاء عادل وإبراهيم الحربي وحسين المنصور وعبدالمحسن الخلفان ومنقذ السريع وآخرين.

خلال متابعتك للعرض تكتشف ان هذه المسرحية تعتبر الوحيدة التي سلطت الضوء على غلاء أسعار المنتجات والسلع بالأسواق التي تباع في الكويت والتضخم الكبير الذي أصابها منذ مطلع السبعينيات حتى منتصفها، هنا تشعر وأنت تتابع العرض بأنها تتحدث عن الوضع الذي نعيشه حاليا على الرغم من مرور 42 عاما على عرضها خصوصا في مشاهد بيع الخضار والفواكه والسمك التي أصبحت في تلك الفترة «أسعارها نار وشرار» ولاتزال حتى هذه اللحظة.

من الجميل ان نجد مسرحيــات كويتيــــة تستشرف المستقبل من خلال أحداثها بوجود أزمة تنعكس سلبا على المجتمع، بالإضافة إلى انها استشرفت المستقبل بإيجاد جمعية لحماية المستهلك من خلال مجموعة من الشباب «هيفاء عادل وعبدالرحمن العقل وإبراهيم الحربي وحسين المنصور» الذين بذلوا الكثير من الجهد في إيجاد مثل هذه الجمعية لحماية الشعب من الاستغلال من خلال أحداث المسرحية على الرغم من المشاكل التي تعرضوا لها من المتنفذين. وبعد مرور أكثر من 40 عاما تم إشهار جمعية حماية المستهلك عام 2022 بفضل سواعد شباب الكويت.

مثل هذه المسرحيات لا تموت، لأنها تناقش قضايا مهمة في المجتمع سواء كانت اجتماعية او سياسية او اقتصادية، ويجب على القائمين بالتلفزيون عرضها حتى يتعرف المشاهد على أهمية المسرح وما كان يعرض على خشبته في تلك الفترة للشعب والمسؤولين.. الرحمة والمغفرة لمن توفاه الله من المشاركين في مسرحية «عزل السوق»، وطول العمر والصحة والعافية لمن يعيشون بيننا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى