علامات إجابة الدعاء

علامات إجابة الدعاء

ماورد عن رسولنا الكريم، قسم الأدعية والأذكار من إشراق العالم

يذكر في الأحاديث النبوية الشريفة أن الله تعالى يستجيب الدعاء ويأمر ملائكته بتحقيق لعبده ما طلب، بغض النظر عن صيغة الدعاء كيف كانت، وفي بعض الأحيان يحدث ذلك بحيث لا يتم تجاهل الدعاء ولكن بدلاً من ذلك يحصل المسلم على شيء أفضل مما دعا به ويعد هذا من علامات قبول الدعاء.

ما هي علامات إجابة الدعاء

كما قال الله تعالى في كتابه الكريم : ” وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ.”  (60)

لكن في بعض الأوقات قد يتبين للمسلم أن دعائه لم يستجاب ولا حتى تم تحقيق شيء مماثل أو أفضل منه، لكن في الحقيقة بدلاً يكون الله قد حمى الداعي من مصيبة كانت ستقع عليه بسبب بعض التصرفات الخاطئة المرتكبة منه، ويعد هذا أيضًا في الواقع علامة قبول للدعاء.

في بعض الأحيان لا توجد علامات واضحة على قبول دعاء المسلم في الدنيا، ولكن في الآخرة سيتضح له أن الأدعية التي لم يستجاب لها في الدنيا على ما كان يبدو للداعي، قد تم قبولها وسيفاجئ بثوابها أمام عينيه في الآخرة، وسوف يجد الكثير من المكافآت الرائعة التي لا يستطيع عقله حتى تخيلها، عندها سيتمنى المسلم  لو لم يتم قبول أي من أدعيته في الدنيا، حتى يحصل على الأجر العظيم في الآخرة.

عاجلًا أم آجلًا ستنتهي هذه الحياة وستنتهي معها أفكار العقل البشري ورغبات القلب أيضًا، مهما كانت أهميتها في هذا العالم فإنه شيء مؤقت، حيث أن الإنسان يطلب الأشياء العاجلة التي ستنتهي في النهاية، فتفكير الإنسان لا يدرك الأشياء التي ستستمر معه للأبد، فيعامله الله بفضله ويعطيه من نعمه العظمى وفقًا لرحمته الكبيرة.

لا يمكن للعقل البشري استيعاب كنوز الله تعالى الواسعة ورحمته غير المحدودة، حيث أنه أحيانًا يقوم المسلم بالدعاء، ويعطيه الله كل ما يطلبه على الفور حتى يندهش هذا الشخص ويقول: “بالتأكيد تم قبول دعائي”.

وفي بعض الأحيان الأخرى يتم قبول الدعاء بسرعة كبيرة لدرجة أن الشخص يتساءل لماذا دعى أصلًا ويعتقد أن الأمر لم يكن بحاجة للدعاء أساسًا، لكن هذه تكون وسوسة من الشيطان لتضيع على المسلم فضل شكر الله عز وجل على نعمه الكثيرة.[1]

علامة إجابة الدعاء هل هي شرك أو خرافة

السؤال أو الأمل في علامة تشير إلى قبول الدعاء هو ليس شرك أو خرافة، ومع ذلك، فإن طريقة الدعاء الصحيحة هي أن يطلب الإنسان من الله ما يريده (على أن يكون ما يريده ليس إثمًا أو قطيعة رحم) ثم الوثوق بأن الله سيستجيب الدعاء ويرزقه ما هو أفضل وأنفع له، مهما كانت الإجابة بأي شكل من الأشكال.

آداب الدعاء   

كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم:( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة). [الترمذي]

فيجب على الداعي أن يحسن الظن بالله، وأن الله سيحقق له دعائه ورجائه، وينصح بالإلحاح في الدعاء لأن الله يحب الملحين وأن يكون رزقه حلال ولا يتعجل الإجابة ولا ييأس من رحمة الله.

هناك طرق مختلفة لاستجابة الدعاء منها:

  • استجابة الدعاء كما طلبه السائل.
  • درء أذى عن السائل كان سيلحق الضرر به.
  • حفظ الدعاء كهدية مخزنة للسائل في الآخرة، ويعد هذا هو أفضل شكل من أشكال استجابة الدعاء.[2]

الطريقة الصحيحة للدعاء

يُعرف الدعاء بأنه جوهر العبادة، حيث أن الدعاء يجب أن يكون الملاذ الأول والأخير للمؤمنين، وتختلف وجهات النظر على نطاق واسع بين المؤمنين حول التوقيت المثالي للدعاء وصيغة هذا الدعاء، ولكن هناك اتفاق عالمي على أنه يجب عليك التعامل مع الدعاء بتواضع ووضوح وخضوع ويقين تام بأن الله تعالى سوف يستجيب.

اختيار وقت الدعاء

الدعاء في بداية الصلاة أو بعد انتهائها أو أثناء الصلاة، حيث تختلف الآراء حول الوقت المناسب أو الأفضل للدعاء، حيث أن بعض العلماء على سبيل المثال يؤكدون أن الدعاء أثناء السجود في الصلاة هو أفضل وقت لاستجابة الدعاء.

كما يجد آخرون أنه من المناسب الدعاء في أي وقت أثناء الصلاة بما في ذلك بداية أو نهاية الصلاة، ويجب الوضوء والتوجه للقبلة (الكعبة المكرمة في مكة) أثناء الصلاة والدعاء فيها.

ويفضل الانتظار حتى يتم التركيز بشكل كامل وعدم حدوث تشتيت للانتباه، بغض النظر عن الوقت الذي يعد أكثر ملائمة للدعاء، حيث أنه من الضروري وضع النفس في الإطار العقلي المناسب والتخلص من كل عوامل التشتيت والمحافظة على كامل التركيز الفردي أثناء الدعاء، حيث يتذكر المسلم أنه يتحدث مباشرة مع الله.

ويجب الخضوع لله تعالى واليقين أن الدعاء لا يتعلق بتقديم الطلبات أو المساومة أو افتراض معرفة المسلم ما هو الأفضل بالنسبة له، بل هو فرصة للخضوع لإرادة الله بالرجاء واليقين، حيث يفضل الدعاء عندما يكون المسلم على ثقة تامة بأن الله سيسمع دعائه وسيستجيب له.

ويجب على المؤمن معرفة أنه يدعي بجهل ( دون معرفة ما هو الأفضل بالنسبة له) لكن الله يستجيب بعلم وبحكمة حيث أن الله تعالى يعرف الأنسب لهذا الشخص ويستجيب الدعاء وفقًا لذلك.

ويدعي الإنسان عندما يكون سعيدًا أو حزينًا أو مرتبكًا، كما يدعي في حالات الفرح والامتنان للعديد من نعم الله في حياته، كما يدعي أيضًا عندما يواجه صعوبات كبيرة ويحتاج إلى المساعدة والتوجيه من الله تعالى، وعلى أي حال يجب أن يتأكد المسلم من أن الله سيسمعه دائمًا ولن ينساه أبدًا.

صيغة الدعاء

لا يفضل الدعاء بصيغة الأدعية الغير مفهومة، وتوجد اختلافات في الرأي حول ما إذا كان من الواجب أن تكون الأدعية باللغة العربية فقط، أو إذا كان من الجيد استخدام اللغة الأم الخاصة بالداعي، لكن بغض النظر عن اللغة التي يستخدمها الداعي يجب أن يتأكد من أنه يفهم تمامًا ما يقوله.

على سبيل المثال يقرأ بعض الأشخاص أدعية معروفة باللغة العربية دون أن يكون لديهم أي فكرة عما تعنيه الكلمات، لكن بدلاً من ذلك من الأفضل أن يفهم الداعي ما يقرأه بشكل صحيح قبل الشروع في الدعاء.

وقد يعتقد المسلم بأن الدعاء يجب أن يكون مليئًا بالكلمات الكبيرة والمعقدة وتكون صياغته عالية النقاء، ومع ذلك فإن العكس هو الصحيح أي يجب استخدام لغة واضحة وسهلة وخالية من الصياغة المعقدة أي بمعنى أصح يجب أن يصل المسلم  إلى موضوع  الدعاء مباشرة بدون تعقيد.

كما أن الصياغة الزائدة أو المتعمدة يمكن أن تصرف انتباه الداعي وتقلل من وضوح دعوته فيفضل التحدث بلغة بسيطة بدلاً من ذلك.

يفضل بداية الدعاء باسم الله مباشرة، ولا يجب أبداً توجيه الدعاء نحو غير الله أو التوسط بأي شخص حي كان أو ميت أو التقرب به في الدعاء.

وإذا كان المسلم لا يستطيع التعبير عن حاجته بوضوح في الدعاء فينصح بقراءة أدعية الرسول والأدعية المشهورة الأخرى.

تحديد الحاجة المطلوبة في الدعاء

بعض الناس يفسرون بالخطأ الدعاء على أنه فرصة صارمة لتقديم الطلبات والحاجات فقط، لكن من المهم أن ينظر إلى الدعاء على أنه محادثة مع الله مما يجعله وقتًا مناسبًا جدًا للاعتراف بالخطايا والتوبة وطلب المغفرة والعفو من الله تعالى.

ويفضل استخدم لغة موجزة ومباشرة وصادقة في الدعاء، حيث أنه من الرائع الدعاء بالبركة العامة في الدين والدنيا والآخرة، ومع ذلك إذا كان هناك حاجة معينة يجب طلبها بوضوح، على سبيل المثال قد يقول الداعي “اللهم ساعدني على الأداء الجيد في امتحان غدًا الذي أعددته له.”

ومن المعروف بين المؤمنين دائمًا أن الله يستجيب لجميع الدعوات وأن الإجابة تكون دائما للأفضل، ولكن قد لا تكون الإجابة المتوقعة لكنها الأفضل.[3]

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *