بحث عن أساليب دعوة غير المسلمين PDF وملف وورد

بحث عن أساليب دعوة غير المسلمين PDF وملف وورد

نقدم لكم بحث كامل للطلاب عن أساليب دعوة غير المسلمين

أنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. أمّا بعد, فإنّه قد تبين فضل الإسلام، وأن الله بعث محمدًا ﷺ بدين الإسلام الذي بعث به الأنبياء الماضين والرسل كلهم، تبين له أن هذا هو دين الحق، وأن الله بعث محمدًا ﷺ بالحق، وأن على العاقل أن يجتهد في أسباب السلامة والحيطة لدينه حتى إذا مات مات على طريقة سليمة، وعلى دين مستقيم؛ فيفوز بالجنة والنجاة من النار، توضح، تشرح له الدين الإسلامي، وأنه طريق النجاة، وأنه الصراط المستقيم، وأن جميع الأديان الأخرى اليهودية والنصرانية كلها باطلة، وليس هناك دين حق إلا دين الإسلام، إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ [آل عمران:19]

لكن بالأسلوب الحسن، باللطف، والكلام الطيب، وترغبه في ذلك، وتحرص على أنه بحمد الله ميسر، ليس فيه صعوبة، ولا آصار، ولا أغلال، بل أعمال صالحة ميسرة -بحمد الله- حتى يقبل منك إن شاء الله، ويدخل الإسلام.

فقد أرسل الله سبحانه وتعالى نبيه محمد داعيا ومبشرا ونذيرا فلقد كان من مهامه الأساسية الدعوة كما قال الله تعالى : { يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا } الأحزاب:46-45.
فقام بها رسول الله خير قيام مبلغا للرسالة ومؤديا للأمانة وناصحا للأمة ومجاهدا في الله حق جهاده حتى لقي ربه وقد دانت الجزيرة كلها لدعوة التوحيد، وتاركا جيلا أبيا من الصحابة رضوان الله عليهم الذين ساروا على ما تلقوه عنه وما حادوا عنه قيد أنملة.

 

المبحث الأول

 

فضل الدعوة

إلى الله تعالى

 

 

 

الدعوة إلى الله تعالى من أجلِّ شرائع الإسلام الحنيف الذي بُعث به لبنة التمام ومسك الختام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذه الدعوة ضاربة بجذورها في عمق التاريخ البشري، فليست كما يظن البعض، ويعتقد أنها نشأت من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا خلاف ما جاء في القرآن والسنة من قصص الأنبياء والمرسلين الذين اصطفاهم الله تعالى لتبليغ دينه وشرائعه إلى العالمين، ولإقامة منهج الله تعالى المنزل عليهم، وسيادته على كل منهج بشري مخالف لمنهج الله تعالى ورسالته، وهذه من كبرى حقائق الدعوة التي لا ينبغي أن تغيب عن أذهان وعقول الدعاة إلى سبيل الله تعالى ورسله عليهم الصلاة والسلام.

الدعوة الى الله أشرف مقامات العبد وأجلها وأفضلها، فهي لا تحصل إلا بالعلم الذي يدعو به وإليه، بل لا بد في كمال الدعوة من البلوغ في العلم إلى حد يصل إليه السعي، ويكفي هذا في شرف العلم أن صاحبه يحوز به هذا المقام، والله يؤتي فضله من يشاء.

 

والأحاديث من السنة النبوية الدالة على فضل الدعوة إلى الله تعالى كثيرة، وفي النقاط التالية بعض منها وعليها تعليقات من كلام أهل العلم رحمهم الله تعالى

عن عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (نضَّر الله امرأً سمع منا شيئًا، فبلغه كما سمعه، فرب مبلغ أوعى من سامع).

في هذا الحديث دليل على الحث في حفظ الأحاديث الصحيحة، وروايتها وتبليغها للنَّاس؛ وإنَّما خَصَّ حافظ سنَّته ومبلغها بهذا الدُّعاء؛ لأنَّه سعى في نضارة العلم وتجديد السُّنة، فجازاه في دعائه له بما يناسب حاله في المعاملة.

 

عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من يرد الله به خيرًا يفقه في الدين).

في هذا الحديث دليلٌ على أن الداعية في الدعوة إلى الله تعالى مراد به الخير، فكيف بمن تفقه في الدين وفقَّه الناس، وكيف بمن يتعلم ويُعلِّم الناس العلم والخير، والفقه في الدين الذي هو علامة السعادة، هو العلم الذي يؤثر في صاحبه خشية الله، ويورثه تعظيم حرمات الله ومراقبته، ويدفعه إلى أداء فرائض الله، وإلى ترك محارم الله، وإلى الدعوة إلى الله عز وجل، وبيان شرعه لعباده

عن أبي رقية تميم بن أوسٍ الداري رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الدِّين النصيحة)، قلنا: لِمَن؟ قال: (لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم).

في هذا الحديث دليل أن النصيحة هي الدِّين كلُّه؛ ذلك أنَّ الدِّين كُلَّه نُصْح؛ فالصَّلاة، والصِّيام، والأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، كلُّ ذلك نصحٌ، والنصيحة تشمل خِصالَ الإسلام والإيمان والإحسان التي ذُكِرَت في حديث جبريل صلى الله عليه وسلم، وسمَّى ذلك كلَّه دينًا، فإنَّ النُّصح لله يقتضي القيام بأداء واجباته على أكمل وجوهِها، وهو مَقام الإحسان، فلا يكملُ النُّصحُ لله بدون ذلك، ولا يتأتَّى ذلك بدون كمال المحبة الواجبة والمستحبة، ويستلزم ذلك الاجتهاد في التقرَّب إليه بنوافل الطاعات على هذا الوجه، وترك المحرَّمات والمكروهات على هذا الوجه أيضًا.

 

 

 

 

 

المبحث الثاني

 

بيان المقصود

بغير المسلمين

 

 

 

المقصود بغير المسلم من وجهة نظر الدين الإسلامي هو كل شخص لا يشهد بالشهادتين، وقد انطبق وصف غير المسلم على عدة فئات من ضمنها فئات تمت الى الدين الاسلامي بصلة، وقد حدد الإسلام معايير الى التعامل مع غير المسلم يجب على المسلمين الالتزام بها، واعتب الدين الإسلامي مخالفة هذه المعايير معصية من المعاصي التي يقع فيها المسلم.

حض الدين الإسلامي أفراد المجتمعات الإسلامية بضرورة التعامل مع غير المسلم بنفس الصورة التي يتعامل بها مع المسلمين، والحفاظ على النسيج الاجتماعي بين الأفراد، وقد حدد الدين الإسلامي الضوابط الهامة في طريقة التعامل مع غير المسلم، ويعتبر الدين الإسلامي الإساءة للأفراد من الأديان الاخرى جرما ينوب المسيء منه إثم وعليه عقوبة في الشرع الإسلامي كعقوبة المسيء إلى المسلم.

يكفل المجتمع الإسلامي حماية غير المسلمين الذين يعيشون فيه، وإذا تمّ الاعتداء عليهم من أي جهة حمايتهم، والدفاع عنهم واجبٌ على المجتمع الإسلامي الذي يعيشون فيه، كما أوجب الإسلام حماية غير المسلمين من الظلم الذي قد يقع عليهم من داخل المجتمع المسلم، ولا يجوز التعدي عليهم، أو ظلمهم بأيّ صورة، وقد وردت الكثير من الأحاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الشأن كقوله علي السلام :” من ظلم معاهدًا، أو انتقصه حقًا، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفس منه؛ فأنا حجيجه يوم القيامة “)

 

المبحث الثالث

وسائل دعوة

غير المسلمين

وأساليبها

 

لما كان عدد الذين لديهم رغبة في التعرف على دين الإسلام في تزايد مستمر، وكذلك عدد المسلمين الجدد في تضاعف سنويا، كان لزاما على الدعاة أن يعتنوا بهذا القسم من الدعوة ويبتكروا فيه، وفي تنويع الأساليب الدعوية التي تهتم بالتعريف بالإسلام وكيفية عرضه على غير المسلمين باختلاف أجناسهم ولغاتهم بأساليب جذابة ومشوقة.

إن نتيجة دعوة غير المسلمين إلى الإسلام سوف تؤتي ثمارها -بإذن الله لا محالة-، ولن تخرج عن أربع حالات:

1- أن يشرح الله صدر غير المسلم إلى الإسلام.

2- أن يكون غير المسلم عنده شبهة أو مفهوم غامض، فيتم تفنيد هذه الشبهة أو توضيح الغموض، فيتولد  لديه استعداد لكي يفكر في اعتناق الإسلام.

3- إزالة صورة سيئة عن الإسلام ووضع صورة حسنة مكانها.

4- يصر على دينه، وهنا نكون قد بلغنا رسالة الإسلام، والهداية من الله عز وجل.

المحتوى الدعوي

اختيار موضوعات تثير اهتمامات غير المسلمين، وتقديم محتوى دعوي مختار بعناية فائقة، تناسب المجتمع  الذي سوف ترسل إليه، ومن أكثر المواد انتشارًا وتشغل بال غير المسلمين، وهي على سبيل المثال لا الحصر “حقوق الإنسان في الإسلام – السعادة والسلام الداخلي –مكانة المرأة في الإسلام –حوار بين مسلم ونصراني – وحوار بين مسلم وملحد – السيرة النبوية – المصاحف المترجمة – الإعجاز العلمي – المسلمون الجدد- الهدف من الخلق والهدف من الحياة”.

إن كيفية الوصول إلى غير المسلمين هي نقطة البداية التي من خلالها نقوم بعرض المقدمات التمهيدية، وهنا ينبغي التمييز بين غير المسلمين بحسب اللغة والديانة والمعتقد والبيئة والحالة العمرية والاجتماعية، والمستوى الثقافي، والاقتصادي.. وغير ذلك من العوامل التي تساعد الداعية على القيام بمهمته دون مشقة أو عناء.

هناك طرق متعددة للوصول إلى قلب غير المسلم بجانب المهارات الشخصية التي يتميز بها الداعية، وسوف نعرض لبعض الطرق التمهيدية السريعة والتي تأتي بنتائج عملية في هذا الإطار:

–        دعوة السياح:

الاستفادة من وجود الأجانب من غير المسلمين الذين يفدون إلى بلادنا سواء بغرض السياحة أو العمل أو الدراسة أو الزيارة وغير ذلك.. والقيام بوضع المكتبات الدعوية الراقية في المناطق السياحية على سبيل الإرشاد، وتوزيع الكتب والمطويات والأسطوانات المجانية بجميع اللغات.

–      دعوة الأجانب المقيمين:

القيام بواجب الدعوة في البلدان غير الإسلامية من خلال المشاركة في معارض الكتاب التي تنظمها تلك البلدان، وابتكار أساليب دعوية جديدة سواء من ناحية الديكورات، أو طريقة العرض، أو تقديم التراث والفن الإسلامي في شكل جذاب، وكذلك عمل طريقة “الطاولة الدعوية” (منضدة في الشوارع عليها كتب تعريف الإسلام), وهو أسلوب محبب للغربيين، وكذلك إقامة المحاضرات واللقاءات في المراكز الإسلامية, وإرسال الرسائل عن طريق البريد الإلكتروني أو عن طريق المراسلة البريدية.

–      الكتاب  المصور:

وهو من الوسائل الدعوية الناجحة في عالم سريع متطور نظرا لما يتسم به من تصوير جميل لمعاني وحقيقة الإسلام.

وفكرة هذا الكتاب تقوم على أساس أنه يشمل على  صور دعوية ذات جودة عالية ومعبرة، وحجم الصورة يكون كبيرا أو متوسطا مع بعض العبارات التي تشرح ما تهدف إليه الصورة  مثل كتاب “فهم الإسلام والمسلمين” و”الدليل المصور لفهم الإسلام”.

–        الكارت الدعوي:

يكون في حجم الكارت الشخصي ومصمم بطريقه جذابة، ويحتوي على بعض العبارات القصيرة، وروابط لمواقع دعوية لزيادة المعلومات عن الإسلام.

–      المطوية الدعوية:

وتكون ذات طباعة جيدة، ومن الورق السميك (الكوشيه)، على أن تشمل باختصار أحد الموضوعات التي تشغل بال الأجانب عن الإسلام.

–      الفيديوهات:

عبارة عن مجموعة من المحاضرات الدعوية لعدد من الدعاة المتخصصين في دعوة غير المسلمين أمثال يوسف إستيس, عبدالرحمن جرين, وغيرهما، ووضعها في أسطوانة أو USB  في شكل جذاب.

 

 

 

–      القوافل الدعوية:

إن انطلاق القوافل الدعوية والطبية لخير وسيلة لتبليغ الإسلام لبقاع الأرض؛ حيث تكون الدعوة المباشرة ولقاء شرائح  من الناس مختلفة الثقافات والديانات، وتقديم الخدمات الطبية، وتتركز في الدول الأفريقية؛ حيث تنشر الوثنية والديانات الأخرى، ويترتب على هذه القوافل اعتناق كثير من القبائل الأفريفية الإسلام.

–      القلم الدعوي:

القلم الدعوي فكرة مميزة وابتكار رائع ورائد للتعريف بالإسلام، ونشره يقوم على وجود مطوية صغيرة ملفوفة مخفية داخل القلم، تحتوي على نبذة تعريفية بالإسلام بأي لغة على وجهين من الأمام والخلف، ويحتوي أيضا على بعض المواقع المتخصصة في دعوة غير المسلمين.

 

 

 

 

 

 

المبحث الرابع

نماذج

من السيرة النبوية

في دعوة غير المسلمين

التعامُلات السياسية للرسول مع غير المسلمين

بعد هجرة النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، وما تبع ذلك من إقامة الدولة الإسلامية فيها كان المسلمون أمام حقيقة واقعة، تتمثّل بالوجود اليهودي فيها، حيث القبائل اليهودية الثلاث المشهورة: بنو قينقاع، وبنو النضير، وبنو قريظة. 0

وقد كانوا حينها يُشكّلون قوةً اقتصادية ودينية لا يمكن إنكارها؛ فرأى النبيّ -عليه السلام- ضرورة تنظيم العلاقة مع الوجود اليهودي بما يكفلُ لهم حقوقهم، ويكشف لهم واجباتهم في دولة الإسلام الفتيّة؛ فظهرت “وثيقة المدينة” التي أبرمها النبي عليه السلام مع يهود بني عوف شاهدَ صدقٍ ودليلَ حقٍّ على سماحة الإسلام واعترافه بالآخر، بل ودعوته للتّعايش مع غير المسلمين على أسس واضحة، تحفظ حقوق الجميع مثلما تفرض عليهم واجبات. وبناءً على ذلك قامت وثيقة المدينة على الأسس الآتية:

حرية العقيدة في الإسلام. استقلال الذمة المالية. التعاون في حماية الوطن حالة الحرب. العدل التام. المناصحة بالخير والتّعامل بالإحسان. وتجدر الإشارة إلى أنّ المعاهدة حدَّدت أسماء القبائل على اختلافها؛ لتُصبح ملزمةً للجميع، فذكرت يهود بني النجار، وبني الحارث، وبني ساعدة، وبني جُشم، وبني ثعلبة، وبني الأوس. أمّا المعاهدات التي أُبرمتْ مع القبائل اليهودية الثلاث: بنو قينقاع، وبنو النضير، وبنو قريظة فلا يُوجد نقلٌ ثابت الصّحة ببنودها التفصيلية، وإن كان الباحثون في السيرة النبوية يؤكّدون أنّها نفس البنود الواردة في وثيقة المدينة؛ لأنّ ما صحّ من شواهد التّعامل معهم يُشير إلى وجود هذه البنود في معاهداتهم.

 

تعامُل الرسول بالعَفو والصفح مع غير المسلمين أرادت امرأةٌ يهوديّةٌ قَتل الرسول- صلّى الله عليه وسلّم-؛ فأحضرت شاةً مسمومةً إليه، فأكل منها، ثمّ عَلِم النبيّ أنّها مسمومةٌ، فأحضروا المرأة إليه، واعترفت بذلك، فأراد الصحابة قتلها، إلّا أنّ النبيّ رفض، وعفا عنها. يروي ذلك الإمام مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (أنَّ امْرَأَةً يَهُودِيَّةً أَتَتْ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بشَاةٍ مَسْمُومَةٍ، فأكَلَ منها، فَجِيءَ بهَا إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَسَأَلَهَا عن ذلكَ؟ فَقالَتْ: أَرَدْتُ لأَقْتُلَكَ، قالَ: ما كانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطَكِ علَى ذَاكِ قالَ: أَوْ قالَ، عَلَيَّ قالَ قالوا: أَلَا نَقْتُلُهَا؟ قالَ: لَا، قالَ: فَما زِلْتُ أَعْرِفُهَا في لَهَوَاتِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ).

دعوة الرسول لأهل الديانات الأخرى تعامل الرسول مع أهل الديانات الأخرى بصورةٍ حَسَنةٍ؛ فكان يأخذ طعاماً من يهوديٍّ، ويرهن درعه بالمقابل. كما أبرم معهم المعاهدات، ولم يُجبِر أيّ أحدٍ منهم على الدخول في الإسلام، مع أنّه كان خائفاً على مصيرهم، وانحصرت دعوته لهم في معاملتهم بالتي هي أحسن، تاركاً لهم الحُرّية الكاملة في اختيار الدين والعقيدة؛ فلا إكراه فيه، قال الله -تعالى-: (فَمَن شاءَ فَليُؤمِن وَمَن شاءَ فَليَكفُر).

تعامُل الرسول مع الرُّسُل والزعماء اتّسم تعامل الرسول مع الزعماء بالرقيّ الدبلوماسيّ كما ظهر جليّاً في رسائله إلى الملوك والزُّعماء؛ فقد خصّ كلّاً منهم بالاحترام والتقدير، وخاطب كلّ زعيمٍ بوَصفه بصرف النظر عن مخالفتهم له. فأرسل رسالةً إلى قيصر الروم يدعوه إلى الإسلام، ومُخاطباً إيّاه بأنّه عظيم الروم، وخاطب كسرى بأنّه عظيم الفرس، والمقوقس بعظيم القِبط، والنجاشيّ بعظيم الحبشة.

 تعامل الرسول بالبِرّ مع غير المسلمين

كانت علاقة النبيّ مع غير المسلمين في درجةٍ أعلى من السلام، والوئام، فقد وصلت إلى مرحلة البِرّ، وممّا يدلّ على ذلك بِرّه في تعامُله مع الخادم الذي كان غلاماً يهوديّاً، فعلى الرغم من أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- يمثّل أعلى سُلطةٍ في المدينة المنورة، إلّا أنّه عادَه حين مَرِض، ودعاه إلى الإسلام، فأسلم. يروي ذلك الإمام البخاريّ قائلاً: (كانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَمَرِضَ، فأتَاهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقالَ له: أسْلِمْ، فَنَظَرَ إلى أبِيهِ وهو عِنْدَهُ فَقالَ له: أطِعْ أبَا القَاسِمِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأسْلَمَ، فَخَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يقولُ: الحَمْدُ لِلَّهِ الذي أنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ).

كما كان يأمر المسلمين بالبِرِّ؛ وممّا يُروى في ذلك ما كان من زيارة والدة أسماء بنت أبي بكر لها، فأمرَ النبيّ أسماء بصِلة أمّها المشركة، كما لم يمنع الأمّ من دخول المدينة.

تعامل الرسول اقتصاديّاً واجتماعيّاً وعِلميّاً مع غير المسلمين تعامل رسول الله مع غير المسلمين في حياته في شتّى المناحي؛ فقد تعامل مع اليهود بالشراء، والبيع، وتهادى مع غير المسلمين، وقَبِل هدية المقوقس، وهديّة كسرى. كما كان النبيّ عظيماً في تعامله مع جيرانه من المسلمين، وغيرهم، ومثال ذلك ما ورد سابقاً في قصّة زيارته للغلام اليهوديّ، إلى جانب أنّه أذن في تلقّي العلم عن غير المسلمين، والانتفاع به، كعلوم الطبّ، والزراعة، وغيرهما، وزارع يهود خيبر مقابل النصف من الناتج.

 

مبادئ الإسلام في التعامل مع غير المسلمين

الإسلام دين التسامح، وهو أساس العلاقة في التّعامل مع المسالمين من غير المسلمين، انطلاقاً من قول الله -تعالى-: (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)؛ أي أنّ معاملتهم قائمةٌ على البِرّ، والقِسط، والحوار بالحُسنى. كما أباح الإسلام الأكل من ذبائحهم، وإقامة علاقات المصاهرة معهم، إلى جانب وجوب حمايتهم من أيّ عُدوان أو ظلمٍ يقع عليهم وهم في عهدِ ذمّة مع المسلمين.

 وصايا الرسول بأهل الذمّة والمعاهدين

تجدرُ الإشارة إلى أنّ المواقف المشرقة في تعامل النبيّ -صلى الله عليه وسلم- مع أهل الذّمة، والتي سبق الإشارة إلى بعضها تنبعُ من الثابت الرّاسخ في الإسلام: أنّ الاختلاف بين عقائد البشر تُشكّلُ فرصةً للتّحاور وصولاً إلى كلمة سواء، بعيداً عن العنف والاعتداء دون وجه حقّ، ومن مُنطلق الفهم لسنّة الاختلاف بين البشر أباح الإسلام طعام وهدايا أهل الكتاب، وأحلَّ الزواج من نسائهم.

ولا يخفى ما عهد به النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أهل نجران، أنَّ لهم جوار الله وذمَّة رسول الله على أموالهم وملَّتهم، وكان من سنّة النبيّ -عليه السلام- احترام مشهد جنائز موتاهم؛ ففي الحديث الصحيح: (إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَرَّتْ به جِنَازَةٌ فَقَامَ، فقِيلَ له: إنَّهَا جِنَازَةُ يَهُودِيٍّ، فَقالَ: أَليسَتْ نَفْسًا).

 

الخاتمة
إن نتيجة دعوة غير المسلمين إلى الإسلام سوف تؤتي ثمارها -بإذن الله لا محالة-، ولن تخرج عن أربع حالات:

1- أن يشرح الله صدر غير المسلم إلى الإسلام.

2- أن يكون غير المسلم عنده شبهة أو مفهوم غامض، فيتم تفنيد هذه الشبهة أو توضيح الغموض، فيتولد  لديه استعداد لكي يفكر في اعتناق الإسلام.

3- إزالة صورة سيئة عن الإسلام ووضع صورة حسنة مكانها.

4- يصر على دينه، وهنا نكون قد بلغنا رسالة الإسلام، والهداية من الله عز وجل.

تحميل البحث:

بحث أساليب دعوة غير المسلمين ملف وورد

بحث أساليب دعوة غير المسلمين ملف PDF

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *