
هذا الخبر من (اشراق العالم24) نترككم مع تفاصيل الخبر الذي بعنوان العام الثالث لحرب السودان.. انهيار إنساني يقابله «جسر أمل»
مع دخول الحرب السودانية عامها الثالث، يتعزز الشعور أن ما بدأ في أبريل/نيسان 2023 لم يكن مجرد صراع على النفوذ.
بل هو انهيار شامل لدولة كانت تحاول لملمة أشلائها بعد عقود من الاستبداد والانقلابات والعقوبات، حطّم حياة ملايين الأطفال، وفق تقرير نشرته منظمة «اليونيسف» الأممية.
- في عامها الثالث.. «الإخوان» وقود حرب السودان
- قرقاش لـ«حكومة الجيش السوداني»: الاستحقاق الحقيقي هو الاستقرار ووقف الحرب
ومنذ الرصاصة الأولى للحرب التي حملت بصمات تنظيم «الإخوان» مُشعلة نارًا طالت كل أرجاء السودان، لم يتوقف النزيف، ولم تُستثنَ منطقة من نير الصراع، في بلدٍ يعاني اليوم من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
الإخوان يفتحون بوابة الجحيم
تزامن اندلاع الحرب مع تحركات سياسية وتنظيمية قادتها أطراف محسوبة على تنظيم «الإخوان» في السودان، حاولت توظيف الانقسامات لإعادة التموقع داخل الدولة، بعد الإطاحة بنظام عمر البشير.
وبحسب مصادر سودانية، فإن بصمات هذا التنظيم كانت حاضرة في إذكاء الخلافات وتخريب مسارات الانتقال الديمقراطي، مما مهّد لانفجار الصراع.
لكنّ ما بدأ كصراعٍ نخبوي، تحول سريعًا إلى جحيم يومي يعيشه ملايين السودانيين، وتعززت قناعة المراقبين بأن استمرار النزاع انعكاس لصراع أعمق تُديره من خلف الكواليس جماعة الإخوان، التي تغلغلت في مفاصل الجيش وتسعى إلى استعادة نفوذها عبره.
أطفال السودان في مهب الريح
وفي تقرير مؤلم نشرته «اليونيسف»، أعلنت المنظمة الأممية أن الحرب المستمرة منذ عامين حطّمت حياة ملايين الأطفال.
وتحدثت المديرة التنفيذية كاثرين راسل عن «زيادة بنسبة 1000% في الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال»، تشمل القتل والتشويه والاختطاف والتجنيد القسري والعنف الجنسي.
وارتفعت حالات القتل والإصابات المؤكدة في صفوف الأطفال من 150 حالة في عام 2022 إلى أكثر من 2700 حالة خلال عامي 2023 و2024، فيما تضاعف عدد الأطفال المحتاجين لمساعدات إنسانية من 7.8 مليون إلى أكثر من 15 مليون طفل.
وتُشير التقديرات إلى أن أكثر من 462 ألف طفل مهددون بسوء تغذية حاد في الأشهر المقبلة.
وفي الداخل أيضا، يعيش السودانيون حالة من الانهيار النفسي والاجتماعي، وسط غياب أي أفق للحل.
أكثر من 30 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، ونحو 12 مليونًا شُرّدوا من ديارهم، فيما يلوح شبح المجاعة في مناطق شاسعة من البلاد، خاصة في الغرب.
والحياة اليومية أصبحت أقرب إلى جحيم مفتوح، حيث تغلق المدارس والمستشفيات أبوابها، وتنتشر الأمراض، وتختفي السلع الأساسية، وسط ضعف التمويل الدولي وتقلص ميزانيات المساعدات في بلدان كبرى مثل بريطانيا.
وحمل التقرير الأممي المجتمع الدولي، لا سيما الدول التي تملك نفوذًا إقليميًا، أن مسؤولياتها، ليس فقط من خلال المساعدات الإنسانية، بل عبر الضغط الحقيقي لوقف الحرب.
الإمارات.. شريان حياة إنساني للسودان
في مقابل العجز الدولي وتراخي بعض القوى المؤثرة، واصلت دولة الإمارات أداء دور ريادي في دعم الشعب السوداني، مؤكدة التزامها الإنساني الراسخ في أصعب الظروف مقدمة جسرا من الأمل للمكلومين والضعفاء.
فمنذ عام 2014 وحتى عام 2025، قدّمت الإمارات مساعدات إنسانية وتنموية للسودان تجاوزت 3.5 مليار دولار أمريكي، ساهمت في التخفيف من وقع أزمات متتالية.
ومع اندلاع الحرب في عام 2023، سارعت دولة الإمارات إلى تكثيف جهودها الإغاثية العاجلة، حيث تجاوزت قيمة المساعدات المقدمة منذ بداية النزاع 600.4 مليون دولار، استفاد منها أكثر من مليوني شخص داخل السودان وفي دول الجوار.
وعبر جسر جوي وبحري لوجستي ضخم، شملت الاستجابة الإماراتية 162 طائرة وسفينة محمّلة بأكثر من 12,600 طن من المواد الغذائية والطبية، تم توزيعها داخل السودان (6388 طناً من الأغذية و280 طناً من الإمدادات الطبية)، وعلى اللاجئين السودانيين في تشاد، أوغندا، وجنوب السودان.
ولم تقتصر المساعدات على الإغاثة فقط، بل امتدت إلى الرعاية الصحية والتعليم، إذ شيّدت الإمارات مستشفيين ميدانيين في تشاد استقبلا نحو 91 ألف حالة، وافتتحت مستشفى في جنوب السودان، وقدّمت دعماً مباشراً لـ127 منشأة صحية في 14 ولاية سودانية.
كما دعمت تعليم اللاجئين السودانيين في تشاد عبر اتفاقية مع اليونيسف بقيمة 4 ملايين دولار.
وفي تعهد إنساني رفيع، أعلنت الإمارات خلال المؤتمر الدولي في أديس أبابا في فبراير/شباط 2025 عن تقديم 200 مليون دولار إضافية لدعم الاحتياجات الإنسانية العاجلة في السودان، إضافة إلى مساهمات مخصصة لوكالات الأمم المتحدة تجاوزت 100 مليون دولار، من بينها 25 مليونًا لبرنامج الأغذية العالمي و20 مليونًا للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
كما شهدت لندن مؤتمرًا إنسانيًا شاركت فيه دول كبرى مثل فرنسا وألمانيا، إلى جانب دولة الإمارات ومصر وكينيا .
المؤتمر أعلن عن مساعدات إضافية بقيمة 120 مليون جنيه إسترليني، لكنه واجه انتقادات حادة من الحكومة السودانية التي لم تُدعَ للحضور، معتبرة أن تغييبها «إهانة دبلوماسية» وخرقًا لأبسط قواعد السيادة، في مشهد يتجاهل ما نتج عنه من دعم إنساني للشعب في مقابل الحرص على الظهور.
مبادرات نبيلة
أما المبادرات النبيلة، مثل تلك التي تقودها دولة الإمارات، فتؤكد أن الدعم الإنساني ليس مجرد أرقام، بل هو التزام أخلاقي يتجاوز الحسابات السياسية، ويمنح شعوبًا منكوبة فرصة للبقاء.
aXA6IDE5OC4xNzcuMTIyLjE1MiA= جزيرة ام اند امز
من العين الإخبارية
تابع آخرالأخبار العاجلة من اشراق
العالم اخبار محلية ودولية في مجالات السياسة والاقتصاد والرياضة والتقنية.
العام الثالث لحرب السودان.. انهيار إنساني يقابله «جسر أمل»
اكتشاف المزيد من إشراق العالم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.