منوعات

من التيجان الملكية إلى البساطة المعاصرة .. تاريخ تصفيف الشعر وتحولاته عبر العصور

هذا الخبر من (اشراق العالم24) نترككم مع تفاصيل الخبر الذي بعنوان من التيجان الملكية إلى البساطة المعاصرة .. تاريخ تصفيف الشعر وتحولاته عبر العصور

توقفي قليلاً أمام المرآة، وتأملي تلك الخصلات التي تلامس وجهك، تسير على جبهتك، تنسدل على كتفيك أو ربما ترتفع إلى الأعلى بأسلوب عصري جريء. لعلك تغيرين تسريحتك كل موسم، أو تفضلين تسريحة معينة تعبر عنك منذ سنوات. لكن هل تساءلت يوماً، كيف وصلنا إلى هنا؟ كيف انتقلنا من الضفائر المتقنة في البلاطات الملكية، إلى تسريحات الشعر اللامبالية التي تحتفي بالعفوية؟ ما سر هذا التحول؟ ولماذا بقي الشعر، في كل زمن ومكان، مرآة لهوية المرأة وسراً من أسرار أنوثتها العميقة؟
منذ آلاف السنين، لم يكن الشعر مجرد زينة، بل كان لغة اجتماعية، تعبر عن المكانة، الانتماء. لم تكن تسريحات النساء مجرد خيار جمالي، بل كانت فعلاً مقصوداً مليئاً بالدلالات، يقرأ كما تقرأ الأزياء والمجوهرات وربما بعمق أكبر.
في هذا الموضوع، سنسير معاً في رحلة تبدأ من القصور الملكية الأوروبية، وتمر عبر تموجات الشعر الفرعونية، وتغوص في دهاليز باريس، لتصل إلى الصالونات الحديثة واليوتيوبرز وصيحات التواصل الاجتماعي. سنفكك تسريحات الشعر ونقرأها كصفحات من التاريخ، كتبته النساء عبر القرون، خصلة بعد خصلة.

أولاً: الشعر في الحضارات القديمة.. القوة و الأنوثة

الضفائر هي سمة تسريحات الشعر في الحضارات القديمة

في مصر القديمة: كان الشعر يشكل رمزاً للسلطة والجمال، وكان يعتبر جزءاً لا يتجزأ من الهوية الاجتماعية. كان يتم الاعتناء بالشعر في الطبقات العليا بشكل معقد، حيث كانت التسريحات تمثل رموزاً للنبل والسلطة.

تسريحات الشعر المصرية القديمة

  • الباروكة: في مصر القديمة، كان الملوك والنبلاء يرتدون الباروكات المصنوعة من شعر مستعار أو ألياف نباتية. كانت الباروكات تزين بتفاصيل رائعة مثل الذهب والأحجار الكريمة، وأحياناً كانت تتضمن قطعاً من الريش.
  • الضفائر: كانت الضفائر جزءاً من التسريحات الملكية، وكانت الملكات مثل نفرتيتي وكليوباترا تزين شعرهن بالضفائر المعقدة. الضفائر كانت ترمز إلى الخصوبة والجمال الأنثوي، وكذلك إلى القوة.
  • الشعر المكشوف: كان شعر النساء الملكيات أحياناً يعرض في المناسبات الكبيرة كدليل على السلطة، في حين كان الشعر يتم تزيينه بأكاليل من الزهور الذهبية أو الأكاليل النباتية.

الشعر في بلاد الرافدين: حضارة بلاد الرافدين، التي تشمل مناطق مثل سومر وأكاد وبابل، كانت تقدم الشعر كرمز للروحانية والقوة الدينية. الشعر كان يمثل أيضاً الرغبة في الجمال الطبيعي والاتصال بالعالم الإلهي.

تسريحات الشعر في بلاد الرافدين

  • الضفائر المعقدة: كان الشعر يربط في ضفائر معقدة وتزين أحياناً بأكسسوارات شعر ذهبية أو لؤلؤية. كانت النساء من الطبقات العليا يتزينّ بأقراط وشعارات مصنوعة من المعادن الثمينة.
  • الشعر المرفوع: كان الشعر يجمع في كعكة عالية أو يربط بأشرطة رأسية في مناسبات خاصة، مما يعكس الرفعة والهيبة.
  • الشعر المسدول: كان الشعر المسدول بشكل طبيعي جزءاً من تسريحات الحياة اليومية، ويرتبط بالجمال الطبيعي والتوفيق الإلهي.

الشعر في الهند القديمة: كان الشعر يعتبر عنصراً مهماً من الروحانية والقدرة الأنثوية. كانت الهند تعتبر الشعر جزءاً من الطاقة الحيوية للشخص، وكان يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتقاليد الدينية والطقوس الروحية.

تسريحات الشعر الهندية القديمة

  • الضفائر الطويلة: كان الشعر الطويل والمربوط في ضفائر معقدة هو السمة المميزة للنساء الهنديات في العصور القديمة. كانت الضفائر تمثل الجمال الطبيعي والتواضع.
  • الشعر المربوط على شكل كعكة: كانت النساء أحياناً يربطن شعرهن في شكل كعكة مرفوعة، وتزين الكعكة بالأزهار الطبيعية مثل الياسمين، الذي كان يرمز إلى الصفاء الروحي.
  • الشعر المتموج الطبيعي: في بعض الأحيان، كانت تسريحات الشعر الهندية تعتمد على التموجات الطبيعية، حيث كان الشعر يبدو كأنه ينمو بشكل طبيعي، مما يعكس الجمال الروحي والانسيابية.

ثانياً: الإغريق والرومان.. الشعر كأيقونة كلاسيكية

الشينيون المزين بالذهب كان يدل على المكانة الاجتماعية عند الإغريق و الرومان

في الحضارتين الإغريقية والرومانية، كان الشعر يعتبر أكثر من مجرد عنصر جمالي؛ كان رمزاً للمثالية الإنسانية، والأنوثة الرفيعة. لطالما ارتبط الشعر بالجمال الإلهي، والقوة الفكرية، والقدرة البدنية، وكان يستخدم كوسيلة لإظهار التميز الاجتماعي والمكانة.

تسريحات الشعر الإغريقية

  • الشعر المرفوع (شينيون): كانت النساء الإغريقيات يجمعن شعورهن في كعكة مرفوعة أو شينيون، وهو أسلوب يعكس النظام والتناسق. كان الشعر يتم رفعه بطريقة معقدة جداً، حيث تتداخل الخصلات لخلق أنماط متشابكة تعكس الرفعة والجمال المثالي.
  • الضفائر والدوامات: كانت الضفائر تمثل الأنوثة الطبيعية، ومرتبطة بالجمال البسيط. كان يربط الشعر في ضفائر ناعمة أو دوامات فاخرة تزينها أكاليل من الزهور أو الريش.
  • الشعر المجعد: كان الشعر المجعد يعتبر علامة على الجمال المثالي، خاصة إذا تم تنظيمه بأسلوب يتماشى مع الطبيعة الفطرية.

تسريحات الشعر الرومانية

  • الشينيون الملكي: في روما القديمة، كان الشعر المرفوع في شكل كعكة عالية أو شينيون يعتبر من سمات النساء الرومانيات الرفيعات. كانت تلك التسريحات تدل على السلطة والمكانة الاجتماعية. كانت النساء في الطبقات العليا يقمن بتزين شعرهن بأكسسوارات مصنوعة من الذهب أو الفضة، مثل الريش أو الزهور.
  • الضفائر المتقنة: كانت الضفائر جزءاً من تسريحات الشعر الرومانية، ويعتبر هذا النوع من التسريحات علامة على النبل والجمال الدائم. كانت الضفائر ترتب بعناية وتزين بأطواق ذهبية أو لؤلؤية.
  • الشعر الطويل والمتموج: كانت النساء الرومانيات يفضلن الشعر الطويل والمتموج، وكان هذا يعتبر رمزاً لجمال الأنوثة والانسجام الطبيعي.

يمكنك التعرف أيضاً إلى تسريحات شعر طويل للمناسبات من وحي النجمات ومدونات الموضة

ثالثاً: العصور الوسطى.. بين النعومةوالمكانة الاجتماعية

الشعر المنسدل المزين بالتاج سيطر في المجتمعات الأرستقراطية في العصور الوسطى

في العصور الوسطى، كان الشعر يعتبر عنصراً معقداً بين الحياء الاجتماعي والمكانة الاجتماعية. خلال هذه الفترة، يعتبر الشعر رمزاً للأنوثة والمكانة، كان يرتبط أيضاً بالقيم التي تفرض النعومة والتواضع.

المكانة الاجتماعية والشعر

كان الشعر يعد من السمات المميزة للمكانة الاجتماعية. النساء من الطبقات الأرستقراطية عادة ما كانت تسريحات شعرهن أكثر تفصيلاً وتعقيداً، مما يميزهن عن طبقات المجتمع الأخرى. كان الشعر جزءاً من عملية إظهار الثروة و المقام الاجتماعي:

  • الشعر المنسدل : في الطبقات العليا، كان الشعر يسدل بشكل جميل ويزين بتاج أو أكاليل من الزهور أو الذهب، مع الحرص على إبراز النعومة والترف.
  • الضفائر: كانت النساء في الطبقات العليا تقوم بتضفير شعرهن بشكل معقد، وغالباً ما كن يزينّ الضفائر بأكسسوارات ثمينة.
  • الشعر المربوط بعناية: في بعض الحالات، كان يسحب الشعر ويربط في كعكة أو شينيون، مما يعكس الاحتشام في الوقت نفسه مع الحفاظ على المكانة الاجتماعية.
  • النساء الأرستقراطيات: في المجتمعات الأرستقراطية، كانت النساء يرتدين الملابس الفاخرة ويقمن بتسريحات شعر معقدة. كانت بعض النساء تزين شعرهن باستخدام التيجان أو التاج المصنوع من الذهب أو الأحجار الكريمة، مما يدل على وضعهن الاجتماعي.
  • التسريحات البسيطة: في الطبقات الشعبية، كان الشعر غالباً ما يربط بطريقة بسيطة أو يغطى، حيث كان ذلك يتماشى مع القيم التي تركز على البساطة و التواضع.

رابعاً: عصر النهضة والباروك.. تسريحات عملاقة

استخدام الريش و الأكسسوارات العالية في عصر الباروك لإبراز المكانة الاجتماعية العالية

أما في عصر الباروك (القرنان السابع عشر والثامن عشر)، فقد شهدت تسريحات الشعر تطوراً كبيراً في الحجم والتعقيد. تمثل هذه الفترة أحد أوج الفخامة والترف في تاريخ تسريحات الشعر الأوروبية. كانت التسريحات تتميز بالحجم الضخم والتفاصيل الزخرفية المعقدة، وكانت غالباً مبهرجة ومبالغاً فيها.

الخصائص الرئيسية لتسريحات الشعر في عصر الباروك

  • الحجم الكبير: أصبحت تسريحات الشعر أكثر ضخامة، حيث كانت النساء يرتدين التماثيل الضخمة للشعر التي تصل إلى ارتفاعات كبيرة. كان الشعر يرفع ويحشى في شكل كبير باستخدام الحشوات والشعر المستعار لخلق تأثير ضخم.
  • الأكسسوارات والديكورات: تميزت تسريحات الشعر في عصر الباروك باستخدام الأكسسوارات الفاخرة، مثل الريش والأزهار المزخرفة والتاج. كانت بعض النساء يزينّ شعرهن بالمجوهرات والأشرطة الملونة، مما يعكس المكانة الاجتماعية العالية.
  • التسريحات متعددة الطبقات: كان الشعر يقسم إلى عدة طبقات و تسريحات معقدة، مما يعطي مظهراً مليئاً بالزخارف. كانت بعض التسريحات تتضمن الضفائر التي يتم ترتيبها بطريقة هندسية لخلق تأثير مرئي كبير.

أمثلة على تسريحات الشعر في عصر الباروك

  1. تسريحات ضخمة للنساء: كانت بعض النساء يرتدين تسريحات شعر ضخمة تمتد إلى ارتفاعات غير معقولة، حيث كانت تستخدم الحشوات و المكملات الشعرية. كانت التسريحات تشمل تكديس الشعر على الرأس بشكل يجعل الشعر يبدو وكأنه تاج متحرك.
  2. الشعر المستعار: أصبح الشعر المستعار جزءاً لا يتجزأ من تسريحات الباروك، حيث كان يستخدم لزيادة الحجم والارتفاع. بعض النساء كن يلبسن الباروكات المصنوعة من الشعر الطبيعي أو الصناعي.
  3. الزخارف الفاخرة: كان يضاف إلى الشعر الريش أو الزهور الكبيرة أو الأشرطة الساتانية الملونة. كانت هذه الزخارف تضفي لمسة من الترف والبذخ على التسريحات.

خامساً: القرن التاسع عشر .. الكلاسيكية والرومانسية

في أوائل القرن التاسع عشر الشعر الطويل المزين بالورود كان السمة المميزة للمرأة الرومانسية

بداية القرن التاسع عشر شهدت عودة الاهتمام بالكلاسيكية، خاصة مع ظهور الثورة الفرنسية التي جلبت معها أفكاراً جديدة حول الحرية والأنماط الاجتماعية. كانت تسريحات الشعر في هذه الفترة تتسم بالتأثيرات الكلاسيكية التي كانت تركز على البساطة والأناقة الطبيعية.

الخصائص الرئيسية لتسريحات الشعر في الفترة الكلاسيكية

  • البساطة والأنوثة: في هذه الفترة، كان الشعر يحاكي تسريحات الفترة اليونانية والرومانية. كان الشعر يحمل إلى الوراء بشكل مريح و مبسط، وأحياناً يربط في كعكة منخفضة أو يسحب إلى تسريحات فضفاضة.
  • الضفائر والتجعيدات الخفيفة: كانت الضفائر تستخدم أحياناً في تسريحات الشعر، لكنها كانت أقل تعقيداً مقارنة بالعصور السابقة. بدلاً من التسريحات الكثيفة والمعقدة، أصبح الشعر يظهر مظهراً أكثر طبيعية.
  • التيجان والزهور: من أبرز السمات في هذه الفترة كانت إضافة الأزهار أو الأشرطة أو التيجان الذهبية التي أضافت لمسة من الرقي ولكنها لم تكن تظهر المبالغة في حجم الشعر.

الخصائص الرئيسية لتسريحات الشعر في الفترة الرومانسية

  1. الشعر الطويل والكثيف: في هذه الفترة، أصبح الشعر الطويل هو السمة المميزة للمرأة الرومانسية. كان يترك الشعر ليبدو أكثر طبيعياً و مغرياً، وغالباً ما كان يزين بالأزهار والأربطة.
  2. الكعكات والضفائر المعقدة: كانت التسريحات تظهر الضفائر المعقدة أو الكعكات العالية التي تجمع الشعر بطريقة فنية. كانت الكعكة ترتب أحياناً في قمة الرأس أو أسفل الرقبة.
  3. التجعيدات الطبيعية: كانت النساء في هذه الفترة يفضلن التجعيدات الطبيعية في الشعر بدلاً من التسريحات المستقيمة، وهو ما أضاف لمسة من الرقة والعاطفة على الشكل العام.
  4. الزينة: كما كانت الأكسسوارات مثل الزهور، الأربطة الساتانية، و الأشرطة تستخدم بشكل متكرر لتزيين الشعر.

التحولات في تسريحات الشعر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر

بحلول منتصف القرن التاسع عشر، وخصوصاً في العقدين الخامس والسادس، بدأ تأثير الملابس الفيكتورية في التأثير على تسريحات الشعر. كانت تسريحات الشعر تتبع الموضة الفيكتورية التي كانت تتميز بالكلاسيكية والاحتشام.

الخصائص الرئيسية لتسريحات الشعر في منتصف القرن التاسع عشر

  1. القصات القصيرة: بينما كان الشعر طويلاً في بداية القرن، بدأ بعض النساء يفضلن تسريحات أكثر عملية، مثل القصات القصيرة أو التيجان البسيطة في بعض الأحيان. أصبحت القصات المتدرجة والشعر المربوط من الخلف أكثر شيوعاً.
  2. الشعر المرتفع: كما بدأت النساء في استخدام التمويجات لتكثيف الشعر، وكان يتم رفع الشعر ليصبح مربوطاً أو مرفوعاً فوق الرأس بشكل أنيق. بعض النساء كانت لديهن التسريحات المرفوعة التي تشبه الكوكتيلات مع إضافة بعض اللمسات الزخرفية.
  3. الزخارف الفيكتورية: في هذه المرحلة، كانت الأكسسوارات الفخمة، مثل التيجان و القلادات الكبيرة و الأربطة الزخرفية تلعب دوراً كبيراً في تعزيز المظهر.

سادساً: القرن العشرون.. الثورة والتنوع

قصات شعر قصيرة في العشرينيات كرمز للتحرر

في بداية القرن العشرين، كانت تسريحات الشعر لا تزال متأثرة إلى حدّ كبير بأسلوب الفيكتوري والإدواردي، حيث كانت الأنوثة والتسريحات الكلاسيكية تحتفظ بمكانتها. كانت المرأة تتبع موضة الشعر المربوط أو المرفوع الذي يعكس التقاليد الأرستقراطية.

الخصائص الرئيسية لتسريحات الشعر في أوائل القرن العشرين

  • الشعر المرفوع: كانت العديد من النساء يفضلن تسريحات الشعر المرفوع أو الكعكات العصرية.
  • التمويجات الناعمة: كان الشعر يتم تجعيده أو تسريحه بشكل ناعم مع تموجات لطيفة لخلق تأثير أنثوي ناعم.
  • الشعر الطويل والأنثوي: كانت التسريحات الطويلة هي السائدة، حيث كان الشعر يترك ليتدفق في أجواء ناعمة ومهذبة.

العشرينيات: ثورة “الفلوبات” وتحرر النساء

مع بداية عصر الجاز في العشرينيات، برزت ثورة حقيقية في موضة الشعر. حيث أصبح للنساء في هذا العقد حق في التعبير عن أنفسهن بطرق جديدة وأكثر حرية و تمرداً، خاصة مع بداية حركة حقوق النساء.

الخصائص الرئيسية لتسريحات الشعر في العشرينيات

  • الفلوب (Flapper Bob): كان الفلوب أحد أشهر أساليب الشعر في هذا العقد، حيث قامت النساء بقص شعرهن بشكل قصير جداً، على شكل تسريحة بوب، مما كان يعتبر خطوة جريئة نحو التحرر.
  • التجعيدات الناعمة والمسطحة: كانت تسريحات الفلابر تتميز بشعر مستقيم ومجعد قليلاً على الأطراف، مما يعطي مظهراً عصرياً وأنيقاً.
  • القصات القصيرة: بالإضافة إلى الفلابر، كانت النساء يخترن قصات شعر قصيرة جداً، مع الحواف المدورة أو المربعة، وكانت هذه التسريحات رمزاً للتحرر.

الخمسينيات: الأنوثة الكلاسيكية واللمسات الناعمة

في فترة الخمسينيات، كانت الأنوثة التقليدية قد عادت إلى الواجهة، لكن مع إضافة بعض اللمسات العصرية. أصبح الشعر في هذه الفترة يعبر عن الراحة و النعومة، وكان في كثير من الأحيان يستخدم في تكامل مع الملابس والتصاميم الجديدة التي تميزت بالرفاهية.

الخصائص الرئيسية لتسريحات الشعر في الخمسينيات

  • التسريحات المنفوشة: ظهرت تسريحات مثل “الشعر المنفوش” و “البيضة” أو “البومبادور” (حيث يتم رفع الشعر من الجبهة)، وكانت هذه التسريحات تعطي مظهراً مترفاً وفخماً.
  • التموجات الهادئة: كانت تسريحات الشعر تتميز بتموجات ناعمة ممزوجة مع اللمعان.
  • الطول المتوسط: كانت قصات الشعر متوسطة الطول سائدة، حيث كان الشعر يصفف بطريقة متقنة وغير معقدة للغاية.

الستينيات: التأثيرات الثورية والشعر الكبير

في الستينيات، شهدنا بداية فترة الثورة الثقافية والموسيقى و التمرد الاجتماعي، ما انعكس على تسريحات الشعر بشكل واضح. كانت تسريحات الشعر في هذه الفترة تتميز بالحجم الكبير والتنوع الملحوظ.

الخصائص الرئيسية لتسريحات الشعر في الستينيات

  • التسريحات الكبيرة (Bouffant): انتشرت التسريحات الكبيرة التي تعتمد على التكثيف والرفع الكبير للشعر، مثل البوفانت، حيث كان الشعر يتم تكثيفه ورفعه إلى أعلى للحصول على مظهر ضخم وجريء.
  • القصات القصيرة والمساواة: أصبح العديد من النساء يفضلن الشعر القصير الذي يمكن تصفيفه في أسلوب “البيكسي” الذي اعتبر من أكثر التسريحات الثورية في تلك الفترة.
  • تسريحات ال “موجات”: ظهرت تسريحات الموجات مع الشعر المنساب الذي يضيف مظهراً طبيعياً وجميلاً.

السبعينيات: الحرية والتمرد

أدى التحول الاجتماعي في السبعينيات إلى إحداث تغييرات جذرية في المظهر، حيث ارتبطت تسريحات الشعر بالحركة الهبية، التي كانت تمثل التمرد و الحرية.

الخصائص الرئيسية لتسريحات الشعر في السبعينيات

  • الشعر الطويل: أصبحت التسريحات الطبيعية طويلة وشبه عفوية، حيث كان العديد من الناس يفضلون ترك شعرهم يطول بدون تحديد شكله.
  • ال “أمواج الطبيعية”: كان الشعر يتم تجعيده بشكل خفيف أو يترك طبيعياً مع الأمواج البسيطة التي تمنح الشعر مظهراً مريحاً وطبيعياً.
  • الضفائر: كانت الضفائر تستخدم بشكل أكبر في تسريحات الهبيين كرمز للحرية والتمرد.

الثمانينيات: الحجم الكبير والتأثيرات البانك

في الثمانينيات، كان الحجم الكبير هو السمة الرئيسية. كانت التسريحات تتميز بالتكثيف والتمشيط المبالغ فيه، وأصبح الشعر جزءاً من التعبير عن الشخصية.

الخصائص الرئيسية لتسريحات الشعر في الثمانينيات

  • الشعر المجعد والضخم: انتشرت تسريحات الشعر المجعد الضخم، الذي كان يعزز باستخدام منتجات الشعر مثل الجل الموسع.
  • التسريحات البانك: أصبحت تسريحات البانك شائعة في تلك الفترة، حيث كان الشعر يقص بطريقة عشوائية أو يصبغ بألوان غريبة مثل الزهري والأزرق.

التسعينيات: التسريحات العصرية والتمرد على المألوف

شهدت التسعينيات العودة إلى تسريحات الشعر الطبيعية مع تداخل بعض التأثيرات من الثقافة الشعبية و الهيب هوب.

الخصائص الرئيسية لتسريحات الشعر في التسعينيات

  • الشعر المستقيم واللامع: كانت التسريحات تتميز بالشعر المستقيم والطويل، مع المظهر اللامع باستخدام منتجات العناية بالشعر.
  • القصات الجريئة: كانت القصات جريئة وعصرية، مثل القصات المتدرجة والقصات القصيرة.

يمكنك الاطلاع أيضاً على أحدث قصات شعر للنساء عصرية ولافتة تناسب جميع أنواع الشعر

سابعاً: العصر الرقمي.. الهوية الشخصية والتنوع

ألوان شعر غير تقليدية لإظهار الإبداع في العصر الرقمي

مع بداية القرن الواحد والعشرين، دخلنا في العصر الرقمي الذي شهد تحولات كبيرة في جميع جوانب الحياة، بما في ذلك عالم الجمال والمظهر. الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، مما غير بشكل جذري كيفية التفاعل مع الموضة و تسريحات الشعر. في هذا العصر، أصبح الشعر أكثر من مجرد مظهر جمال، بل أصبح وسيلة للتعبير عن الهوية الشخصية والتمرد على المعايير التقليدية. يعتبر العصر الرقمي تحولاً في طريقة فهمنا للجمال والموضة، ويظهر ذلك جلياً في التنوع و الابتكار في تسريحات الشعر.

الخصائص الرئيسية لتسريحات الشعر في العصر الرقمي

  • التنوع غير المحدود: أصبح بإمكان الأفراد اختيار تسريحات تتماشى مع أسلوب حياتهم وشخصياتهم بشكل غير تقليدي. من الشعر المستقيم إلى المجعد، من الألوان الجريئة مثل الأزرق والزهري إلى التسريحات العصرية، مثل البوب القصير أو الضفائر المتعددة.
  • الإبداع الشخصي: يعتبر العصر الرقمي مكاناً يشجع فيه الإبداع، ويعطي الأفراد مساحة أكبر للتعبير عن أنفسهم. يمكن للمرء اختيار التسريحات المبتكرة التي قد تشمل إضافة أكسسوارات فريدة، أو التجديد المستمر في اللون والتشكيل.
  • الشعر كأداة للإعلان عن الهوية: في هذا العصر، بدأ العديد من الأشخاص في استخدام شعرهم لتمثيل هوياتهم بشكل جلي. على سبيل المثال، قد يعبر الشخص عن هويته الثقافية باستخدام تسريحات الشعر التي تعكس التراث، أو قد يختار تسريحات متمردة تتماشى مع توجهاته الفنية أو السياسية.

أبرز سمات التنوع في تسريحات الشعر

  1. الشعر الطبيعي: مع حركة التمكين وقبول التنوع في الشعر الطبيعي، بدأ العديد من الأشخاص في اختيار تسريحات الشعر المجعد أو الطبيعي. هذه الحركة شجعت الأفراد على تقبل طبيعة شعورهم بعيداً عن الضغط لإخفاء التجاعيد أو الملمس الطبيعي.
  2. الشعر الملون: أصبحت ألوان الشعر غير التقليدية، مثل الأزرق، الأخضر، الزهري، و البنفسجي جزءاً أساسياً من الثقافة الرقمية. الكثير من الأشخاص استخدموا الشعر كوسيلة لتأكيد شخصياتهم الفريدة ولإظهار إبداعهم الشخصي.
  3. الأنماط المتعددة: الضفائر، التجعيدات، القصات القصيرة، البنات الفوضوية، التسريحات المالسة كلها موجودة في العصر الرقمي. لم يعد هناك تقييد أو نمط ثابت يفرض على الأفراد.
  4. تسريحات الشعر متعددة الثقافات: تأثرت تسريحات الشعر في العصر الرقمي بشدة بثقافات متعددة. من الضفائر الأفريقية إلى الكومايت الهندي، أصبح من الشائع دمج العناصر الثقافية المختلفة في تسريحات الشعر.

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على تسريحات الشعر

أدت وسائل التواصل الاجتماعي إلى ظهور مؤثرين وخبراء جمال ينشرون أفكاراً جديدة حول تسريحات الشعر ويقدمون إلهاماً يومياً لمتابعيهم. كل يوم يتم استعراض تسريحات جديدة، ويمكن اليوتيوب وإنستغرام المستخدمين من مشاركة فيديوهات تعليمية حول كيفية عمل تسريحات معينة باستخدام أدوات بسيطة. هذا التنوع الهائل في المصادر شجع الأفراد على التجربة وإيجاد ما يناسبهم.

الخصائص الرئيسية لتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على تسريحات الشعر

  • التجربة والتبادل الثقافي: أصبح من السهل على الأشخاص من جميع أنحاء العالم أن يتبادلوا أفكارهم حول أنماط الشعر المختلفة، سواء كان ذلك من خلال الفيديوهات التعليمية أو الصور الملهمة.
  • الظهور الفوري للموضة: أصبح بإمكان الجميع أن يعرضوا تسريحاتهم الجديدة فوراً على وسائل التواصل الاجتماعي، ما يخلق حلقة مستمرة من الإلهام والتجديد في عالم الشعر.
  • الهويات الرقمية: أصبح للأفراد هويات رقمية يتعاملون معها من خلال تسريحات الشعر، حيث يعكس كل تسريح أو تغيير في اللون رسالة معينة أو هوية جديدة.

 

 






تابع آخرالأخبار العاجلة من اشراق
العالم
اخبار محلية ودولية في مجالات السياسة والاقتصاد والرياضة والتقنية.
من التيجان الملكية إلى البساطة المعاصرة .. تاريخ تصفيف الشعر وتحولاته عبر العصور

x .
فيس بوك.


اكتشاف المزيد من إشراق العالم

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى