منوعات

كيف تؤثر العلاقة الزوجية على تربية الأطفال؟

هذا الخبر من (اشراق العالم24) نترككم مع تفاصيل الخبر الذي بعنوان كيف تؤثر العلاقة الزوجية على تربية الأطفال؟

تُعد الاسرة الحضن الدافئ للأبناء، حيث تهتم به وترعاه منذ صغره وتُسهم بشكل أساسي ومباشر في تنمية شخصيته، ولا شك أن العلاقة بين الوالدين من أهم العوامل التي تؤثر علي حياة الأبناء إيجاباً أوسلباً وذلك لأن الأبوين يقومان في الأسرة بدور القيادة والتوجيه والمسؤولية، بالسياق التالي “سيدتي” التقت استشاري العلاقات الأسرية شهيرة فرغلي في حديث حول كيف تؤثر العلاقة الزوجية على تربية الأطفال؟

الأزواج هم من يصنعون من علاقتهما منارة تُنير طريق الأبناء

أسرة سعيدة بأبنائها ويبدو محبة الأبناء لأبويهما فالأبناء مرآة والديهما وعلامة على سعادة الأسرة

تقول استشاري العلاقات الأسرية شهيرة فرغلي لسيدتي: إن العلاقة الزوجية تعد من أسمى العلاقات الإنسانية، ولفظ الأسرة يعني القوّة والشدة، أي يشد أعضاؤها بعضهم بعضاً، فيصير البناء مستحكماً صلباً، والعلاقة الزوجية السعيدة هي بلا شك استثمار في الأبناء، فنجاح تربية الأطفال لا يتوقف على أحد الأبوين بل بتظافر جهود الاثنين معاً، فالأزواج هم من يصنعون من علاقتهما منارة تُنير طريق الأبناء نحو السلوك القويم، ولكن مهما بلغ حجم التفاهم والحب بين الزوجين، إلا أنه من المستحيل أن تخلو أي أسرة من مشكلة أوعدة مشاكل، وهذا الأمر طبيعي لاختلاف طرق التفكير بين الأزواج واختلاف البيئات التي تربى فيها الاثنان واختلاف مستوى الثقافة، ولكن من المخيف أن يدفع الثمن الأبناء فيؤثر على حياتهما في المستقبل.
قد ترغبين في التعرف إلى: تأثير المشكلات الأسرية على الأطفال..نفسياً وعلمياً واجتماعياً

تأثيرالعلاقة بين الزوجين على تربية الأبناء

تقول شهيرة فرغلي إن العلاقة الزوجية لا تتحقق من خلال المعايشة فقط وإنما تتحقق بمبادئ وأسس تقوم عليها العلاقة الزوجية، والأبناء مرآة والديهما، وسيفعلون تماماً مثلما يفعلون، فإذا رأوا الاحترام في العلاقة بين والديهما سيتعاملان باحترام معهما ومع من حولهما باحترام، وهناك تأثير سلبي وتأثير إيجابي:

التأثير السلبي للعلاقة الزوجية

يؤثر على الشعور بالأمان

الخلافات تُشبه العواصف التي تعصف بأركان البيت، مخلفة آثارها على تربية الأطفال، فعندما يلاحظ الأطفال وجود خلافات متكررة بين الوالدين، يشعرون بالتوتر والقلق، فيمكن أن يؤدي هذا التوتر إلى ظهور مشاكل نفسية مثل القلق، الاكتئاب، والغضب أو العدوانية، وكثرة البكاء، وتوتر العضلات، وصعوبة النوم أو كثرة النوم، والشكوى من آلام المعدة والصداع دون سبب طبي، ويشعر الأطفال بأن بيئتهم الأسرية غير آمنة وغير مستقرة، مما يؤثر على شعورهم بعدم الأمان.

عدم الاتفاق في منهج التربية

إذا كان لكل من الزوجين نهج مختلف عن الآخر في أسلوب تربية الأبناء، ولا يتفقان على منهج موحد وخطة مرتبة لتربية الأطفال، فإن التناقض في التوجيهات يدفع ثمنه الأبناء، فقد يسمح أحد الوالدين بسلوك معين بينما يرفضه الآخر، وهذا يخلق حالة من الشُعور بالارتباك لدى الأبناء، وعدم القدرة على تمييز الصواب من الخطأ، ولا إدراك ما إذا كان السلوك مقبولاً، أم لا.

ضعف السلطة الأبوية

أسرة سعيدة بأبنائها ويبدو الأبوان يتشاركان القراءة مع طفلتهما

التوازن أو عدم التوازن في الأسرة يعتمد على المنزلة الاجتماعية للزوج وللزوجة من حيث المساواة أوعدم المساواة، فإذا كانت المنزلة متساوية منذ بداية الزواج فإن الأسرة تعتبر متوازنة في اتخاذ القرار الذي يحدد مستقبل الأسرة، وإن كانت غير متوازنة سينفرد فرد واحد باتخاذ القرارات من أجل الأبناء والأسرة ككل، وقد يتعلم الأطفال استغلال هذه الاختلافات لصالحهم، مما يقلل من فاعلية الوالدين في توجيه سلوكهم.

التأثير على تطوير القيم والمعتقدات

إن الـتربية الصحيحة للأبناء تكمن في عدم الاختلاف بين الزوجين، وعندما يرى الأطفال أن الآباء جبهة واحدة، ويمثلون فريقاً واحداً في المبادئ والقيم والقواعد، سيشعرون بالأمان والرضا، بل ويتعلمون كيفية بناء علاقات صحية مع الآخرين، فالأطفال يميلون إلى تبني قيم ومعتقدات آبائهم، ولكن عندما يكون هناك اختلافات بين الوالدين في هذه القيم، فقد يجد الأطفال صعوبة في تكوين هوية شخصية متماسكة، ما قد يؤدي إلى شعورهم بالضياع أو التمزق بين قيم ومعتقدات متناقضة.

التأثير على العلاقات الاجتماعية

الخلافات المستمرة بين الزوجين يمكن أن تؤثر على طريقة تعامل الأطفال مع الآخرين، هذه الخلافات لا تؤثر فقط على العلاقة الزوجية، بل تمتد لتترك بصمات عميقة في نفوس الأبناء، بل ويؤثر سلباً على نموهم وتطورهم النفسي والاجتماعي، وقد يواجهون صعوبة في بناء علاقات اجتماعية صحية، ويفضلون الانعزال والوحدة.

تراجع في التحصيل الدراسي

الأطفال الذين يعيشون في بيئة مليئة بالخلافات الزوجية، يواجهون صعوبة في التعلم، والتحصيل، والتركيز، فالتوتر الناتج عن هذه الخلافات يخلق حالةً من القلق وعدم الأمان في حياة الطفل، حيث ينشغل ذهنه بمشاعر الخوف والقلق حول استقرار الأسرة ومستقبله، مما يؤدي إلى تشتت انتباهه، بل ويؤثر هذا التوتر على مستوى تحفيزه فيصبح أقل اهتماماً بالنجاح الأكاديمي، ويُضعف تحفيزه للسعي نحو تحقيق الأهداف أو بذل الجهد في أي عمل.

السلوكيات العدوانية لدى الطفل

السلوكيات العدوانية قد تكون رد فعل طبيعي لأبناء يعيشون في بيئة مليئة بالصراعات بين الوالدين، فالطفل الذي يعيش ضغوطاً نفسية متكررة في الأسرة، يبدأ في ترجمة تلك التوترات الداخلية إلى سلوكيات عدوانية أو متمردة ما يدفعه للتصرف بعدوانية كوسيلة للتفريغ عن مشاعره المكبوتة، بالدخول في صراعات مع أقرانه في المدرسة أو المجتمع، سواء بشكل جسدي أو لفظي.
 

التأثير الإيجابي للعلاقة الزوجية

استقرار العلاقة الزوجية والأبناء

أب وأم شابان يتنزهان بسعادة مع طفليهما حيث التفاهم إحدى علامات استقرار الأسرة

استقرار العلاقة الزوجية له تأثير مباشر على تربية الأطفال واستقرارهم وسلامة سلوكهم وصحتهم النفسية، فمقدار سعادة الأطفال يتناسب مع مقدار سعادة الزوجين، فالطفل يراقب عن قرب ويقلد تصرفات الوالدين، فيصرخ عند سماع الصوت العالي بين الوالدين، وقد يهين أحد والديه إذا كان أحد الوالدين يتحدث عن شريكه بشكل سيئ، أو بدون احترام، والعكس صحيح، فسيقدر والديه إذا كانا متفاهمين ومتحابين لبعضهما، وهذا سيجعل الابن واثقاً من نفسه، ولا يخاف من العلاقات الاجتماعية.

التفاهم والانسجام

الطفل في مرحلة النمو يحتاج إلى الحب والإحساس بالأمان والحماية، وهذا ما يوفره بيتاً مليئاً بالحب والتفاهم بين الوالدين، فصورة الزوجين التي ترتسم أمام الأطفال وهما على قلبٍ واحد في الرأي والتوجه تعطي انطباعاً نفسياً قوياً لديهما، عن متانة العلاقة بين والديهما، وحتى لو وجدت بينهما اختلافات، فالتفاهم الذي بينهما كفيل بجعلهما يتخطيان هذه الاختلافات بكل رقي وسمو في العلاقة، وهذا يرسخ لدى الأبناء أهمية وجود هذا التفاهم، فينمو الأطفال على أهمية التفاهم والانسجام، وسيشاهدونه واقعاً عملياً ماثلاً أمامهم، بل وسينفذونه في علاقاتهما المستقبلية.

التسامح والسلوك الراقي

في الأسر الناجحة يتعلم الأولاد من الوالدين التسامح والحوار والتفاهم وضبط اللسان وعدم التفوه بالكلمات الجارحة وحفظ الخلافات سراً، فلا يطلع عليها أحد، وعندما يتزوجون يقتدون بهذا السلوك الراقي عند الخلاف.

تعلم فن الحياة الزوجية

هناك آباء وأمهات غير متعلمين ويكون سلوكهما كأزواج وزوجات قمة في الرقي والأدب، ويكونون مدرسة رائعة يتعلم منها أولادهم فن الحياة الزوجية والتعامل مع شريك الحياة.

سعادة الابناء

عندما تكون الثقة تامة في العلاقة الزوجية بين الزوجين تتحقق السعادة في البيت وتنعكس على الأولاد، والمودة والعشرة الطيبة عنواناً للسعادة، وما أجمل أن تكون الابتسامة مرسومة على وجوه أفراد الأسرة التي تجعل من التربية الصالحة للأبناء هدفاً لها.
قد ترغبين في التعرف إلى: نصائح لفهم سلوك ومشاكل الشباب والتعامل معها






تابع آخرالأخبار العاجلة من اشراق
العالم
اخبار محلية ودولية في مجالات السياسة والاقتصاد والرياضة والتقنية.
كيف تؤثر العلاقة الزوجية على تربية الأطفال؟

x .
فيس بوك.


اكتشاف المزيد من إشراق العالم

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى