في اليوم العالمي للتوحد : تعرفوا إلى قصص أبطال التوحد الذين كسروا القيود وحققوا المستحيل 

ضمن احتفاء سيدتي باليوم العالمي للتوحد، التقت بالشابين عبد الله الزامل وعبد المجيد المزيني بحضور الأمير سعود بن عبدالعزيز بن فرحان آل سعود رئيس مجلس إدارة جمعية أسر التوحد، حيث يمثل كل من عبدالله وعبدالعزيز بتجربتهما الملهمة نموذجًا فريدًا لفئة الشباب من ذوي التوحد في السعودية، وفي إثبات وبما لا يدعو للشك، أن الإعاقة ليست في الجسد إنما في الفكر. حيث تمكنا من التأهيل واكتساب المهارات التي مهدت لانخراطهما في المجتمع، حيث التحق عبد الله بوظيفة في مصرف الإنماء بينما حقق عبد المجيد المزيني حلمه بأن يصبح إعلاميًا في مجال التوحد والتصميم وصناعة الأفلام.
وكمأ أن عبد المجيد وعبد الله يعكسان من جهة أخرى جهود جمعية أسر التوحد في تسخير كافة امكانياتها وبرامجها لتقديم الدعم والبيئة الحاضنة للإبداع وتغيير ثقافة المجتمع من التهميش إلى التمكين، وأيضا إلى الدهشة والإعجاب والإبهار.

الاندماج في المجتمع

بداية أشاد الأمير سعود بن عبد العزيز بن فرحان آل سعود رئيس مجلس إدارة جمعية أسر التوحد، بموهبة عبدالله الزامل وعبدالمجيد المزيني وهما من ضمن المستفيدين من جمعية أسر التوحد وبطلان من أبطال التوحد حيث قال الأمير سعود: عبد الله وعبد المجيد هما من الشباب المتميز جدًا، ويضرب بهما المثل، وكما أعتبرهما قدوة لشباب التوحد من حيث فتح الطرق التي قادت بهما للعمل على أنفسهما وتنمية قدراتهما بأنفسهما، وأخص بالشكر والديهما الذين بذلوا الكثير من الجهد لوصول كل من عبد الله وعبد المجيد لما هما عليه اليوم والتحاقهما بوظائف مرموقة وتحقيق الاندماج في المجتمع بشكل كامل وهذا هو هدفنا الأسمى والأعلى.
ووجه الأمير سعود بن عبد العزيز بن فرحان آل سعود، شكره الخاص للجهات التي احتضنت الشابين وساهمت بتوفير الوظائف المناسبة لهما وأتمنى أن هذا الأمريوضع دائمًا على طاولة اتخاذ القرار في هذه الشركات في بلادنا الغالية التي دائمًا ما عرف عن مواطنيها وشركاتها وهيئاتها أنهم سباقين لما فيه الخير، ونتمنى أن نرى المزيد من الشباب بنفس هذا التميز.

المهارات الإبداعية لعبد المجيد المزيني

التقت سيدتي بالشاب عبد المجيد المزيني البالغ من العمر 24 سنة، والذي يمتلك سيرة ذاتية مبهرة تشير إلى حصوله اجتهاده وروحه الطوحه وما حظي بد من دعم ورعاية من قبل والدية ، وجمعية أسر التوحد .
إذ يعمل عبد المجيد حاليا كإعلامي في مجال التوحد ، وله جهوده في مجال التوعية والتثقيف بقضية التوحد ، هذا إلى جانب عمله في مجالات التصميم والاخراج وصناعة الأفلام وتأسيسه لنادي سراب السينمائي ، بالإضافة إلى التحاقه كموظف في شركة إنترنت الأشياء كمسؤول للتسويق المؤسسي .
علق عبدالله على نجاحه بكل فخر : التحقت بجمعية أسرة التوحد واستفدت كثيرًا من برامجها المتعددة، منها ما كان لتطوير الذات والمهارات الإبداعية، فحظيت بدعم الجمعية لميولي الإبداعية في مجال الإعلام والأفلام والتصميم حتى أصبحت اليوم ولله الحمد إعلاميًا في مجال التوحد، وهذا الدعم من قبل الجمعية يجعلنا نشعر بالفخر والامتنان على جميع مبادراتها وبرامجها النوعية التي استفاد منها الآلاف من منسوبي الجمعية .

مبدعون وقادرون

وفي سؤال “لسيدتي “عن السر في اتجاهه لمجال لإعلام أكد المزيني بأن الإعلام من المجالات الجميلة التي رغب في الالتحاق بها ولتحقيق هدف معين وهو توعية المجتمع بقضية التوحد وقال: رغبت في أن أفتح أعين المجتمع وعقولهم تجاه قضية التوحد وايصال صوتي ليس في السعودية والخليج، فحسب بل لجميع العالم حتى يعرف الجميع أننا مبدعون وقادرون.

نادي سراب السينمائي

وعن تأسيس نادي سراب السراب السينمائي ومايقدمه النادي أوضح عبد المجيد المزيني : في مسرحية “صالة 4” التي أقامتها جمعية أسر التوحد بالتعاون مع هيئة المسرح والفنون الأدائية والتي شارك فيها مجموعة من أبناء الجمعية إلى جانب عدد من الفنانين ، كانت فرصة بالنسبة لي جمعتني بعايض السبيعي، 2وكانت بداية صداقة وتعاون فني أثمر عن تأسيس نادي سراب السينمائي والقيام ببعض الأعمال والبرامج الفنية، hjوكشف المزيني عن مشروع برنامج يتم الاستعداد لعرضه قريبًا .

شكرًا من القلب

رسائل شكر وعرفان بالجميل وجهها عبد المجيد المزيني لوالده قائلًا: أدين لوالدي بالفضل بعد الله في دعمي والاهتمام بتدريبي وتأهيلي وتشجيعي للدخول في مجالات الإعلام والتصميم وصناعة الأفلام.
كما لا يفوتني أن أتوجه بالشكر ومن القلب للأمير سعود بن عبد العزيز بن فرحان آل سعود رئيس مجلس إدارة جمعية أسر التوحد الذي قدم لي الدعم والتشجيع واعتبرني ابنًا من أبنائه.
أما رسالة المزيني لذوي التوحد نصائح قيمة حملتها بمناسبة اليوم العالمي للتوحد قال فيها: الإعاقة ليست في الجسد، بل في الفكر، أثبتوا أنفسكم وحاولوا تطوير أنفسكم بالتعليم الذاتي وهو ما سيسهل لكم الوصول للقمة.

قصة عبد الله الزامل

بطلنا الثاني في هذه اللقاء هو عبد الله إبراهيم الزامل، وهو شاب سعودي يبلغ من العمر 29 سنة، ويعد بطلًا من أبطال التوحد، ومن الأمور التي تدعو للفخر حصوله على فرصة في سوق العمل، من خلال الالتحاق بوظيفة في مصرف الإنماء.
وبالعودة إلى رحلة عبدالله في التأقلم والتعايش مع التوحد، فقد بدأ منذ مراحل طفولته المبكرة وكان محاطا باهتمام أسرته وعلى وجه الخصوص والدته التي أحاطته بالرعاية والاهتمام حتى التحق بجمعية أسر التوحد عام 2009 م، واستفاد من برامجها المتعددة للتأهيل وتطوير الذات، إلى أن تمكن من الالتحاق بالدراسة في دولة الإمارات العربية المتحدة وحصل على الدبلوم في تخصص إدارة فعاليات.
ويرى الزامل أن مجال إدارة الفعاليات اليوم من المجالات الجديدة والمطلوبة في سوق العمل في السعودية، ومن المتوقع أن تشهد مستقبلًا زيادة في الإقبال والطلب .

شغف الفنون

لعبد الله الزامل شغف بالفنون منها العزف على الآلات الموسيقية، ويعمل جاهدًا على تطوير نفسه في هذا الجانب والوصول لمرحلة الإتقان والابتكار.
وكما سبق لعبدالله المشاركة في مسرحية «صالة 4»، التي نظمتها جمعية أسر التوحد بالتعاون مع هيئة المسرح والفنون الأدائية كتجربة نوعية، شارك فيها مجموعة من المواهب من ذوي التوحد مع نجوم المسرح السعودي، وبعدها انتقلت المسرحية في عرض ثانٍ للمنطقة الشرقية، وحققت نجاحًا وحضورًا استثنائيًا لافتًا.

معاناة الطفولة

وعن أبرز معاناته خلال فترة الطفولة أشار عبد الله الزامل إلى: معاناته من صعوبة التواصل مع الآخرين بسبب ضعف لغته الإنجليزية في تلك الفترة، كما أنه كان يعاني من ملامسة الآخرين له ويحاول قدر الإمكان تجنب ذلك، إذ كانت تلك من الأمور التي تستثيره للبكاء وبشكل سريع، ولكن مع مرور الوقت والتحاقه بجمعية أسر التوحد وخضوعه لبرامج تدريب، إلى جانب دعم ومساعدة الأهل وعلى وجه الخصوص والدته أسهم في التخفيف من معاناته ونجح أيضا في تحقيق الاندماج الكامل في المجتمع وبشكل طبيعي، ونيل الكثير من التشجيع من المجتمع وعلامات الإعجاب.

أمي الغالية

وأما عن الرسالة التي وجهها عبدالله الزامل لوالدته عبر سيدتي، والتي عبر خلالها عن مشاعر الشكر والامتنان قائلًا: “أمي الغالية يعطيك ألف عافية”.
وأضاف بكثير من الحب: “بذلت والدتي الكثير من وقتها، ولا زالت حتى اليوم تبذل الكثير من جهدها”.
واختتم الزامل حواره مع سيدتي بتوجيه رسالة خاصة بمناسبة اليوم العالمي للتوحد حيث قال: “أن تكون موهوبًا فهو أن تصنع شيئًا من لاشيء، وأن تتعلم كيف تنمي مواهبك .
اقرأ أيضًا: في اليوم العالمي للتوحد تعرفي لمشاهير تجاوزوا العزلة الاجتماعية وأصبحوا رواداً بمجالاتهم.