مقتل المخرج الإيراني مهروجوئي وزوجته.. هذا ما كشفته الشرطة

وعُثر على المخرج وزوجته مقتولان في منزلههما في مدينة كرج بمحافظة الرز شمال العاصمة طهران، وفق ما أعلنته وكالة تسنيم للأنباء، مساء السبت.

ووفق مسؤول في السلطات القضائية، فإن المخرج بعث برسالة إلى ابنته لدعوتها لتناول العشاء، وعندما وصلت بعد ساعة ونصف ساعة، وجدت جثتي والديها مصابتين بجروح قاتلة في الرقبة.

ما توصلت إليه الشرطة

في تصريحات صحفية للمتحدث باسم قيادة الشرطة الإيرانية، سعيد منتظر المهدي، الأحد، قال إنه تم التعرف على 4 مشتبه بهم، والقبض على اثنين، فيما لم يتم العثور على كاميرا مراقبة في فيلا مهرجوئي، وأن الكاميرات الموجودة عند مدخل البلدة كانت معطلة.

وعن آثار الجريمة التي تم العثور عليها، قال إنه باستخدام كلاب خاصة لكشف هذه النوعية من الجرائم،  “عثروا على آثار دماء الضحايا في طريق هروب القتلة”، وبمعاينة مسرح الجريمة، تبين وجود علامات دخولة عنوة، لكن دون ضرر للأبواب.

ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية عن مصدر مطلع أنه تم اعتقال مشبته بهم، وليس بينهم أجانب، وسبق أن أثير الحديث عن دور لمهاجرين أفغان، متوقعة أن يكون دافع الجريمة ضغينة شخصية أو السرقة، خاصة وإن تم سرقة ذهب وهواتف محمولة.

وتقول وكالة “ميزان” للأنباء التابعة للسلطات القضائية إن تشريح جثة داريوش مهرجوئي، وزوجته، أظهر أن سبب الوفاة هو “نزيف حاد نتيجة إصابات ناجمة عن إصابة الجسم بسكين أو أداة حادة”، وأن مهرجوئي تعرض للضرب بعصا أو بجسم صلب.

تنديدا بالجريمة، تساءل المجلس الأعلى للمنتجين وجمعية مخرجي السينما الإيرانية في بيان مشترك عن كيف يُقتل رجل وزوجته في “أمن مكان لهما، في بيتهما؟”، مطالبين بسرعة الكشف عن حقيقة ما حدث.

الغموض مستمر

يعلق الكاتب الصحفي الإيراني، وحيد أوزيري لموقع “سكاي نيوز عربية” بأنه حتى الأن لم يعرف الجاني، ولم يتم العثور على دليل في مسرح الجريمة، مشككا في التصريحات الرسمية عن اعتقال اثنين من منفذيها.

ووصف الكاتب الإيراني مهرجوئي بانه “أفضل المخرجين في إيران، وغيابه خسارة فادحة للسينما، وسيسبب هذا الألم الحزن والانزعاج لمحبي الفن لسنوات عديدة”.

من جانبه، يقول الباحث في الشأن الإيراني، مسعود الفك، لموقع “سكاي نيوز عربية” إنه لم تؤكد أي جهة أن مقتل المخرج كان سياسيا؛ ويستدل على ذلك بأنه “لم ينشط سياسيا، ويبدو أن مقتله وزوجته هدفه السرقة حسب ما جاء في الإعلام”.

إلا أن الغموض يزداد مع ما ما جاء في مقابلة نشرتها صحيفة “اعتماد”، الأحد، مع زوجة المخرج أجريت سابقا، قالت فيها إنها تعرضت أخيرا للتهديد من قبل أحد الأشخاص بسكين، وأن منزلها تعرض للسرقة، دون أن تخوض في التفاصيل.

من هو مهرجوئي وزوجته؟

• يعد مهرجوئي، البالغ من العمر (83 عاما)، من أبرز السينمائيين الإيرانيين، إذ لمع اسمه كمخرج ومنتج وكاتب سيناريو خلال 6 عقود واجه فيها الرقابة، قبل الثورة عام 1979 وبعدها.
• من أشهر أعماله أفلام البقرة”، و”السيد هولو”، و”ساعي البريد”، و”دائرة مينا”، و”سنتوري”، و”هامون”، و”ليلى”، و”بري”، وحصل “القرة” على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان البندقية السينمائي عام 1971.
• حصل في 2014 على جائزة “فارس الفنون والآداب” الفرنسية من السفير الفرنسي لدى إيران.
• خلال اعتراضه على إلغاء فيلمه “لامينور” قال في رسالة مصورة: “لم أعد أستطيع التحمل. سوف آتي وأجلس مع مساعدي في وزارة الإرشاد. أريد القتال، هيا اقتلوني. هذا هو صدري. اقتلوني ولكني سآخذ حقي”، بحسب ما نشره موقع “إيران إنترناشونال” المعارض.
• زوجته وحيدة محمدي فر، البالغة 54 عاما، كانت تعمل أيضا في مجال كتابة السيناريو والسينوغرافيا، وبدأت مسيرتها عام 1996 بالتمثيل في فيلم “ليلى” لمهرجوئي.