ما هي النقطة المركزية في الديكور؟ تفاصيل وأمثلة موضحة

يُشكّل مفهوم النقطة المركزيّة جوهر التصميم الداخلي، فهو يُمثّل عنصرًا لافتًا يجذب الانتباه إليه، ليصبح محور الاهتمام البصري. النقطة المركزية عبارة عن منطقة مُختارة بعناية داخل المساحة “تلتقط” العين، وتُحدّد الأجواء، وتترك انطباعًا دائمًا. في هذا الإطار، يستخدم المُصمّمون مبادئ لتوجيه الانتباه إلى الديكورات، بالاعتماد على ترتيب الأثاث، أو العناصر المعمارية، أو التوزيع الاستراتيجي للقطع الزخرفية.

إشارة إلى الغرفة المنزلية الواحدة، مهما كان تصميمها أو وظيفتها قد تحتوي على نقاط محورية عدة؛ على سبيل المثال، قد يقوم بدور النقاط المركزية في غرفة المعيشة كل من عوارض السقف الخشبية الريفية التي تجذب الأنظار نحو الأعلى، والموقد الحجري العتيق، وجدران الطوب المكشوفة. بالتالي، لكل غرفة جذّابة في الديكور، نقطة أو نقاط محوريّة (أو مركزيّة)، سرعان ما تجذب الأنظار إليها. أمّا في غياب هذه النقطة المحوريّة، وتعدّد العناصر التي تقوم بالدور المذكور في الغرفة، فإن المساحة قد تبدو غير متوازنة.

ما أهمية النقطة المركزية في الديكور الداخلي؟

تقوم النقاط المركزية في الديكور الداخلي بدور محوري في خلق مساحات آسرة بصريًّا، إذ تُوجّه هذه النقاط الانتباه، وتُحدّد اتجاهًا داخل المساحة. ونتيجةً لذلك، تُساعد النقاط المركزية الزوار على التنقل واستكشاف التصميم. إضافة إلى ذلك، تقوم النقطة المركزية في الديكور الداخلي، بـ:

• تحقيق التوازن والتناغم من خلال العمل كنقطة تباين عن العناصر الأخرى.
• إثارة مشاعر الرهبة أو الفضول أو الدهشة أو السكينة.
• إبراز نقاط قوة المساحة من خلال قطعة مميزة من الأثاث أو بعض التفاصيل المعمارية.
• رواية قصة، بصورة تكون فيها النقطة المركزية بمثابة البطل الذي ينقل رسالة أو موضوعًا مُحدّدًا.
• إعطاء الأولويّة للعناصر من خلال لفت الانتباه إليها.

باختصار، النقطة المركزية أساسيّة عند تنسيق ديكورات المنزل، فهي قد تقع في منتصف أي غرفة أو في أي مكان آخر من المساحة، ليبدو كأن عناصر الديكور الأخرى “تتفرّع” منها.

ما هي العناصر المرشحة لأن تُصبح نقاطًا محورية في المنزل؟

يمكن لأي مساحة أن تحتوي على نقطة محورية، كما يمكن لعديد من العناصر أن تقوم بهذا الدور. ولكن هناك بعض العناصر المُفضلة، في هذا الإطار، مثل:

• الأثاث: يُعدّ وضع أريكة أو طاولة طعام مُعقّدة التصميم أو سرير أسهل طريقة لإنشاء نقطة محورية.
• الإضاءة: تُبرز وحدات الإضاءة، كالثريات والمصابيح المُعلّقة، مناطق مُحدّدة وتُضفي لمسةً من الفخامة على الغرفة. يُمكن حتّى لهذه الوحدات نفسها أن تُصبح نقاط تركيزٍ بحدّ ذاتها.
• الخُضرة: بدون عناصر طبيعية، تفقد المساحة نصف إمكاناتها. بالمقابل، يُضفي جدارٌ أخضرٌ مُزدانٌ بالخضرة، مُوزّعٌ بشكلٍ جيّد، حيويةً وملمسًا مُميّزًا على الغرفة.
• العمل الفني: لوحةٌ فنيةٌ لافتة، أو جدارٌ مُميّز، أو منحوتةٌ جميلة، تجذب الانتباه إليها، وتروي قصّةً في لمحة. تُضفي هذه الإضافات لمسةً شخصيةً وقيمةً جماليةً.  
• النافذة: يُؤطّر ضوء النافذة المناظر، ويربط بين البيئات الداخلية والخارجية، ويُعزّز الشعور بالانفتاح. كلّما كانت تصاميم النوافذ في المنزل أكثر بروزًا، ازدادت جاذبيتها.
• المدفأة: تُعتبر المدفأة قلب مساحة المعيشة، فهي تُشجّع الناس على التجمع حولها، تمامًا كما تفعل الأريكة المُريحة. الموقد المتوهج رمزٌ خالدٌ للراحة، يجذب الانتباه.

كيف تُبرزين النقطة المركزية في التصميم الداخلي؟

• استخدام نقاط مركزية قائمة بالفعل: في بعض الأحيان، قد تحتوي مساحة منزلك على نقطة مركزية، متمثّلة في النوافذ الكبيرة أو المدفأة المدمجة. بدلًا من إنشاء نقاط مركزية أخرى مُنافسة، يمكنك الإفادة من النقطة الموجودة بالفعل. على سبيل المثال، غطِّي النافذة المطلة على حديقة أو سلسلة جبال بستائر ملونة لتوجيه الأنظار إليها، أو زيّني رف الموقد بـالنباتات الداخلية…
• الاهتمام بترتيب الأثاث: رتّبي قطع الأثاث، بطريقة تجذب الانتباه نحو النقطة المركزية. للقيام بذلك، ضعي في اعتبارك حجم قطع الأثاث وأبعادها وزواياها نسبة إلى النقطة المركزية. على سبيل المثال، وزّعي المقاعد حول المدفأة أو وحدة التحكّم التلفزيونية الفخمة أو ضعي قطع الأثاث بحيث تواجه النقطة المركزية، ممّا يخلق انسيابيّة بصرية تجذب العين إليها بشكل طبيعي.
• انسيابية الديكور: لا ينبغي أن تتحوّل الغرفة إلى وعاءٍ مليء بعناصر غير مُترابطة. بدلًا من ذلك، سيقود المُصمّم المرء عبر الغرفة ويوجّه نظره نحو ما يريد الأوّل أن يراه الثاني، ومتى يريد الأوّل أن يراه الثاني. لذلك، من خلال وضع عناصر زخرفية، وتحديد مسار بصري واضح، ووضع الأثاث بطريقة تُعطي إحساسًا بالاتجاه، تضمن صاحبة المنزل أن تجذب الضيوف بشكل تلقائي إلى النقطة المركزية.
• نقاط التباين: تنجذب أعيننا بطبيعتها إلى مناطق التباين، ولهذا السبب نعشق الصور بالأبيض والأسود. بالتالي، يقود اللعب على المتناقضات إلى إبراز النقطة المركزية في الديكور. يمكنك تحقيق ذلك باستخدام الألوان أو القوام أو المواد، لكن بدون مبالغة. على سبيل المثال، إذا اخترتِ لوحةً فنّيةً جريئةً ونابضةً بالحياة، اختاري لوناً مُحايداً لطلاء الجدران المحيطة، الأمر الذي سيجعل اللوحة أكثر بروزًا.
• التزيين بالنباتات: عززي التأثير البصري للنقطة المركزية التي اخترتِها عبر تزيينها بالنباتات الخضراء أو تلك الاصطناعية، فالنباتات الموزعة بشكل استراتيجي تضفي على المكان نفحة من الطبيعة وتمنح النقطة المركزية طابعًا مميزًا.  

أفكار في الديكور

• يمكن تمييز أحد جدران الغرفة بغية جعل الأنظار تتجه إليه، حال دخول المكان. في هذا الإطار، يمكن طلاء الجدار المُراد تمييزه بطلاء ذي لون مختلف عن لون الطلاء المُستخدم للجدران الأخرى؛ فقد يكون الطلاء لمّاعًا أو أفتح (أو أغمق)، مُقارنة بالجدران الأخرى، أو ربما قد يُغلّف الجدار بورق الجدران (أو بالخشب أو الحجر…). أمّا إذا كان التفنّن بالطلاء لا يروق لك، فإن استثمار المال في شراء لوحة تشكيليّة ضخمة لتشغل الجدار يُحقّق المراد، فاللوحة تجذب عيون الزائرين، كما تعكس اهتمامك بالفنّ. إلى ذلك، إذا كان اهتمامك الفنّي كبيرًا، يحلو توزيع مجموعة من اللوحات غير المتطابقة في الأحجام على الجدار، ليتحوّل الأخير إلى “معرض فنّي”، وإلى نقطة مركزيّة في الديكور.
• المرآة الكبيرة فوق الأريكة، والتي تشغل الجدار الأكبر في الغرفة، هي نقطة محورية لافتة، بدورها. وكذا الأمر في شأن مجموعة أنيقة من الإكسسوارات الذهبية…
• تقوم قطعة الأثاث كبيرة الحجم بدور النقطة المحوريّة في الغرفة، فتوزّع المفروشات والإكسسوارات إنطلاقًا منها. قطعة الأثاث المذكورة هي السرير في غرفة النوم، ولجعله مميّزاً، يمكن العناية بظهر السرير أو اختيار لوحة جذّابة حتّى تعلّق فوقه. وفي غرفة المعيشة، قد تقوم المكتبة بدور النقطة المحوريّة. أمّا في غرفة الطعام، فيمكن أن تفي طاولة البوفيه بالغرض…
• إذا كانت الغرفة تطلّ على مشهد طبيعي، فقد يشغل الأخير دور النقطة المركزيّة، وذلك عن طريق ترتيب الأثاث حول النافذة.
• أساسيّات التصميم مرشّحة أيضًا لأن تلعب دور النقطة المحوريّة في الديكور، كجدار من الطوب أو المدفأة أو مجموعة من النوافد، حتّى إذا كانت الأخيرة لا تشرف على مشهد طبيعي لافت، يمكن اختيار الستائر الجذّابة لها كي تلفت الأنظار.