كيف تكتشفين نوع الصداع المقلق عند طفلك خصوصًا تحت سن الخامسة؟

توصل العلماء والأطباء إلى أن الأطفال غالبًا ما يصابون بالصداع وألم الرأس بنسبة أقل من الكبار، ولكن ذلك لا يعني أن الطفل لا يشتكي من الصداع ولو مرة واحدة على فترات متباعدة، حيث يشكو الأطفال وفي فترات عمرية مختلفة من الصداع، ويشيرون بأيديهم نحو رؤوسهم، ويقول الطفل إنه يشعر بألم في رأسه، ولكن كثيرًا ما تعزو الأم أسباب الصداع إلى رغبة الطفل في التدليل ولفت الانتباه من قبل الآخرين، ولكن ليس دائمًا ما يكون السبب كما تتوقع الأم؛ لأن هناك بعض أنواع الصداع التي تستدعي القلق وتوحي بالخطر، ولذلك يجب أن تصل الأم إلى السبب الذي يكون الصداع أحد أعراضه، وكذلك الحالات التي يجب ألا تتأخر فيها الأم عن عرض الطفل على الطبيب وعدم ى الإهمال أو الانتظار، ولذلك فقد التقت “سيدتي وطفلك” وفي حديث خاص بها باستشاري طب الأطفال الدكتور محمد أبو داوود؛ حيث أشار إلى كيف تكتشفين نوع الصداع المقلق عند طفلك خصوصًا تحت سن الخامسة مثل الصداع المصحوب بالقيء أو ارتفاع درجة الحرارة وغيرها من الأعراض في الآتي:

معلومات عامة عن الصداع عند الأطفال

• اعلمي أن الدراسات العلمية وعلى مدار سنوات طويلة من المتابعة وإجراء الفحوصات والإحصائيات الدقيقة قد توصلت إلى معلومات هامة وصادمة بخصوص صداع الأطفال، فمثلًا وعلى سبيل المثال تم التوصل إلى أن البنات يصبن بالصداع بنسبة أعلى من الأولاد، وخاصة في مرحلة البلوغ وذلك بسبب حدوث تغيرات في الهرمونات، كما أن الصداع عمومًا يحدث لدى 25% من الأطفال الصغار، أي الأقل من عمر عشر سنوات كما يحدث بنسبة 75% لدى المراهقين.
• توقعي أن يصاب الطفل بالصداع التوتري، أي الصداع الناجم عن الشعور بالقلق التوتر والقلق مثله مثل الكبار، وإن كان أغلب أنواع الصداع غير المقلق عند الطفل يكون سببها اصابة الطفل بالأنيميا أي فقر الدم، وكذلك الإصابة المزمنة بالتهاب الجيوب الأنفية ومشاكل تتعلق بالجهاز التنفسي العلوي عند الطفل مثل اللحمية وانحراف الحاجز الأنفي وتضخم غضاريف التجويف الأنفي.
• لاحظي أن صداع الأطفال غالباً لا يستمر لفترة طويلة أي أنه يستمر ما بين ساعتين وحتى 72 ساعة ويشعر الطفل في حال شكواه من الصداع بالألم في جميع أنحاء رأسه بعكس صداع الكبار الذي غالبًا ما يتركز في جانب معين من الرأس.

أسباب الصداع غير المقلق عند الطفل

1. لاحظي أن أسباب الصداع التي تصيب الأطفال تعود إلى إصابة الطفل بالتهاب في جزء ما من جسمه، بمعنى أن الصداع عند الطفل وكذلك عند الكبار غالبصا ما يكون عرضاً لمرض وليس مرضا بحد ذاته، ما لم يكن الشخص مصابا بالصداع النصفي “الشقيقة”.
2. توقعي أنه في حال تعرض طفلك للأجواء الباردة فمن الطبيعي أن يشعر مثله مثل الكبار حين يتعرضون للبرد بألم في الرأس والصداع، وقد يشعر أيضًا ببعض الدوار أي الدوخة.
3. لاحظي أن تأثير استخدام الأجهزة الإلكترونية على الأطفال يكون من نواحي صحية ونفسية وسلوكية، حيث إنه ومن الناحية الصحية من الطبيعي أن يصاب الطفل بالصداع بسبب إجهاد نظره أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية المختلفة، والتي أصبحت منتشرة بين أيدي الأطفال مثل الآي باد والهاتف الذكي، فسوف تلاحظين في هذه الحالة أن الطفل يصاب بالصداع في البيت بنسبة أكثر مما يصاب به حين يكون في مكان عام ويمارس الرياضة.
4. لاحظي أن طفلك سوف يشكو من الصداع نتيجة لأمراض مرتبطة بالتهابات في جهازه التنفسي العلوي، كما قد يعاني الطفل من الصداع بسبب وجود مشاكل في العينين، مثل طول وقصر النظر مما يستدعي أن يخضع الطفل لفحوص النظر عند طبيب العيون.
5. توقعي أن طفلك في سن المدرسة وخاصة المرحلة الابتدائية وحين يقوم بطريقة خاطئة اثناء الدراسة والكتابة فيؤدي ذلك إلى إصابته بالصداع، فمثلًا يقوم الطفل بإنزال رقبته بشكل خاطئ، مما يؤثر على فقراته العنقية أو يقرب الكراسة والكتاب من عينيه كثيراً لدرجة تؤذي العينين وتتسبب بمشاكل في النظر تؤدي إلى الإصابة بالصداع.

أنواع الصداع المقلق عند الطفل

• راقبي طفلك ويجب أن تشعري بالقلق في حال كان يشكو من الصداع ولديه شعور بالغثيان والرغبة في القيء، وقد يحدث ذلك أي أن يتقيأ أو لا يحدث فالشعور بالغثيان مع الصداع يستوجب أن يعرض الطفل على الطبيب فوراً.
• لاحظي أنه في حال تعرض طفلك للسقوط من مكان مرتفع فسوف يشكو من الصداع، ولكن المقلق هو حدوث القيء ويجب أن ينقل الطفل إلى المستشفى خوفًا من حدوث إصابة في الدماغ وعدم التهاون في هذه الحالة على الإطلاق.
• توقعي أن الصداع الذي يترافق أيضًا مع القيء وارتفاع حرارة الطفل أن يكون مقلقًا ويجب عرض الطفل على الطبيب فورًا لأنه يشير إلى أعراض مرضية يستطيع الطبيب وحده تشخيصها.
• اصحبي طفلك إلى الطبيب في حال كان يصاب بنوبات من الصداع تزداد ولا تقل، ويكون الألم في هذه الحالة شديدًا بحيث يوقظ الطفل من نومه وكذلك فهناك نوع مقلق من الصداع وهو الذي يغيب لفترة ثم يعود وبنفس الوتيرة، أي يكون بنفس الأعراض والشدة، فيجب عرض الطفل سريعًا على الطبيب، كما أن الصداع يكون مقلقًا أكثر في حال كانت شدته تزداد ويتركز الألم في مؤخرة الرأس.
• اصحبي طفلك إلى الطبيب في حال شعور ه بالتنميل في أحد الأطراف، وكذلك في حال شكوى الطفل من شعوره بتشوش الرؤية، حيث يستوجب هذين العرضين إجراء الرنين المغناطيسي للدماغ.
• راقبي شكوى طفلك من الصداع في حال أنه كان يشعر بألم في الرقبة أيضًا فيجب عرضه على الطبيب بالإضافة إلى أن الصداع الذي يشعر به الطفل عند السعال يكون مقلقًا أيضًا.
• لاحظي أن الصداع الذي يؤدي إلى حدوث تغيير في سلوك الطفل بحيث يصبح الطفل متقلب المزاج، كما أن الصداع الذي يؤدي إلى نقص قدرة طفلك على التركيز في الدراسة، فقد يكون ذلك بسبب إصابة الطفل بفقر الدم؛ لأن من أعراض فقر الدم عند الأطفال أي نقص الحديد في جسم الطفل يسبب الصداع مع أعراض أخرى، مثل الأرق والعصبية وفقدان الشهية.
• توجهي بطفلك إلى الطبيب في حال اصابته بنوبات صداع متفرقة، ولكن كان عمره أقل من خمس سنوات فيجب أن تتوجهي إلى الطبيب فورًا وكذلك في حال ترافق الصداع مع حدوث تشنجات أو هلاوس بصرية، أو سمعية او حدوث حالة من النهجان وسرعة التنفس عند الطفل.

قد يهمك أيضًا: علاج الصداع عند الأطفال في المنزل
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.