تحريض المخطوبة على ترك خطيبها دون سبب حرام شرعاً

شرع الإسلام الخطوبة كمرحلة تمهيدية تتيح للطرفين التعارف ضمن الضوابط الشرعية، ليكون القرار مبنيًا على الوضوح والتوافق. فالخطوبة السليمة، التي تقوم على الاختيار الصحيح المبني على الدين والخلق، تُعَدُّ مفتاحًا لنجاح الزواج الذي وصفه الله سبحانه وتعالى بالميثاق الغليظ القائم على المودة والرحمة، وهو السبيل المشروع لتكوين الأسرة التي تُعَدُّ نواة المجتمع.

لذلك، فإن التدخل السلبي في علاقة المخطوبين وتحريض أحدهما على ترك الآخر دون مبرر شرعي يُعَدُّ ظلمًا واعتداءً على حقهما في بناء حياتهما المستقبلية. أما إذا كان النصح بغرض تجنب ضرر واضح أو عيب مؤثر في أحد الطرفين، فهو من باب المشورة المحمودة التي يدعو إليها الإسلام

وفي هذا السياق تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالاً جاء فيه: “ما حكم تحريض المخطوبة على ترك خطيبها؟”

وأوضحت في ردها على السؤال أن تحريض المخطوبة على ترك خطيبها حرامٌ شرعًا إذا كان هذا الخاطب كفئًا لها وقد تمت الخطبة بالفعل، أما إذا كان التحريضُ؛ لظهور عيوبٍ في الخاطب تُرَجِّحُ عدمَ الاستمرار في الخطبة، وكان التحريضُ من باب النَّصيحةِ فلا مانع منه شرعًا.

والله سبحانه وتعالى أعلم.