عند فشل مشروعك التجاري.. إليك بعض الخطوات للبدء من جديد

قد يتراءى للكثيرين أنّ فكرة بدء مشروع تجاري هي فكرة جذابة للغاية، بالرغم من احتمالية فشل المشروع؛ إلا أنّ الكثير من روّاد ورائدات الأعمال يُطلقون مشاريعهم بقدر كبير من الحماسة، ما يطغى على المخاوف، وقد يتسبب أحياناً في عدم رؤيتها من الأساس، ما يُسبب الإحباط المتناهي للبعض منهم عند خسارة المشروع، ومع ذلك، فإنّ نهاية مشروع تجاري لا تعني بالضرورة نهاية حلم ريادة الأعمال؛ إذ يُمكنك أن تؤسس مشروعك التجاري الثاني، ويُحقق نجاحاً وانتشاراً رائعين بعد فشل الأول، من هذا المنطلق، استعرضنا عبر القادم من السطور بعض النِّقَاط والأمور الهامة التي ينبغي الالتفات لها قبل البدء من جديد، وفقاً لما نقله لنا خبير المشاريع محمد الشمري.

رؤى قيِّمة

يقول خبير المشاريع محمد الشمري: “قد يعتقد البعض بأنّ معدلات الفشل بين الشركات الناشئة أمر مثير للقلق، ووفقاً للإحصاءات الحديثة، فإنّ حوالي 20% من الشركات الناشئة تتعثر خلال السنة الأولى، وما يقرب من 90% منها لا يتجاوز عمرها الخمس سنوات؛ لذا تُبرز هذه الأرقام الواقع القاسي لريادة الأعمال، ولكنها تُقدم على الجانب الآخر رؤى قيّمة؛ إذ لا بأس من الفشل طالما أنك تتعلم دروساً تجارية؛ هنا ينبغي ألا تدع هذه النكسة تُثنيك عن مسار أحلامك وبدء مشروع جديد”.
ويشير الشمري إلى أنه لا بد من اتباع الخطوات الخمس التالية قبل التفكير في بدء المشروع الجديد وهي:

بناء أساس قوي لمشروعك القادم

وضع الأساس المتين والقوي هو أساس التعافي من الفشل، ويتم ذلك ببناء خُطَّة عمل واضحة ومفصلة؛ حيث إن هذه الخُطَّة بمثابة خارطة طريق تحدد رؤيتك وأهدافك واستراتيجياتك التي يجب تحقيقها، وبالتالي فإنّ تنفيذها يقودك نحو النجاح.

تحليل شامل لعيوب المشروع السابق

قيامك بالتحليل الشامل لسلبيات وعيوب المشروع السابق يُعد حماية لئلا تقع في نفس الأخطاء في المشروع القادم، ويتم قيام التحليل بواسطة اتباع سبع خطوات:

• مراجعة البيانات المالية

ابدأ بفحص المستندات المالية مثل الميزانيات العمومية وبيانات الدخل وبيانات التدفق النقدي بدقة؛ لتحديد المجالات التي تجاوزت فيها النفقات الإيرادات، أو ربما تعثرت الإدارة المالية.

• استشرْ العملاء

تواصل مع العملاء السابقين لجمع ملاحظاتهم حول تجاربهم، فذلك يفيد في فهم آرائهم التي تتيح لك بدورها فهم أوجه القصور المحتملة في المنتج أو الخدمة ومجالات التحسين.

• تحليل ظروف السوق

تقييم اتجاهات السوق وظروفه خلال فترة عمل المشروع، وحدّد ما إذا كانت التغيرات في تفضيلات المستهلكين أو زيادة المنافسة قد ساهمت في زيادة التحديات.

• تقييم العمليات التشغيلية

فحص فعالية وكفاءة العمليات التشغيلية، وتحديد أي مصاعب أو عدم كفاءة أو ممارسات قديمة قد أعاقت الأداء.

• تقييم القيادة وديناميكيات الفريق

تأمل في نهج القيادة الذي كنت تتبعه، وحدد ما إذا وجدت فجوات التواصل، أو غياب الرؤية الواضحة، أو ضعف تماسك الفريق، وأي من تلك العوامل قد ساهم في تدهور المشروع أو تفاقم تحدياته.
اطلعوا أيضاً على أنماط القيادة الثمانية وحددوا أياً منها تتبعون كروّاد أعمال.

• تحديد الأخطاء الاستراتيجية

مراجعة القرارات الاستراتيجية المتخذة بما في ذلك خيارات دخول السوق، واستراتيجيات التسعير، والشراكات، وتحليل مدى توافق هذه القرارات مع أهداف المشروع وواقع السوق آنذاك.

• توثيق الدروس المستفادة

توثيق الدروس المستفادة من هذا التحليل الشامل، واستخدام هذه الأفكار لتوجيه مشاريعك المستقبلية، فهي في مضمونها تجارب تعليمية قيّمة ومعرفتها يضمن عدم تكرار أخطاء الماضي.

التركيز على القيمة المضافة

يُعدّ عرض القيمة أمراً بالغ الأهمية، فهو يُبيّن بوضوح المزايا الفريدة التي يُقدّمها عملك، ما يُميّزه عن منافسيه، وهو يُشكّل أساساً لجميع اتصالات التسويق، ويساعد العملاء المُحتملين على فهم سبب كون منتجك أو خدمتك الحل الأمثل لاحتياجاتهم، ويتم تحديد عرض القيمة من خلال أربع نِقَاط:

• إجراء تحليل شامل للسوق؛ لفهم المشهد وتحديد الثغرات أو الاحتياجات، التي لم يتم تلبيتها في المجال أو قطاع العمل.
• تحديد ما يقدمه المنافسون لتحديد قيمة اقتراح فريدة.
• التركيز على نِقَاط القوة مثل التكنولوجيا المبتكرة أو خدمة العملاء الاستثنائية أو نموذج الأعمال الجديد.
• إعداد استراتيجية رسائل واضحة ومقنعة، تُسلط الضوء على الفوائد وأهميتها للجمهور المستهدف.

معرفة العوامل المؤثرة على نجاح الشركات

معرفة العوامل المختلفة المؤثرة على معدلات بقاء الشركات الناشئة ونجاحها، يُساعد على اختيار الوقت والمكان الصائبين لبدء المشروع، كذلك يُساهم في اتخاذ خطوات مدروسة لنجاح الشركة وانطلاقتها على أسس متينة، وبعض هذه العوامل هي:

• مجال الصناعة: بعض القطاعات تتمتع بمعدلات بقاء أعلى من غيرها، فعلى سبيل المثال لا الحصر، يتمتع قطاع التعدين بأعلى معدل بقاء لمدة خمس سنوات؛ حيث يبلغ واحداً وخمسين بالمائة.
• الموقع: قد توفر بعض المدن أو المناطق ظروفاً أكثر ملاءمة للشركات الناشئة.
• التمويل: إن الوصول إلى رأس المال يمكن أن يؤثر بشكل كبير على فرص بقاء الشركات الناشئة.
• ظروف السوق: تلعب العوامل الاقتصادية وطلب السوق دوراً حاسماً في نجاح الشركة

امتلاك الجرأة والشجاعة اللازمين للانطلاق من جديد!

قد يكون بدء مشروع جديد بعد فشل سابق أو بداية متعثرة أمراً مُرهِباً، لكن النجاح يكمن في التخطيط السليم؛ إذا اتبعت الخطوات السابق ذكرها بحرص وعناية، وخططت بشكل صحيح، جنباً إلى جنب مع امتلاكك الشجاعة والجرأة للمضي قُدماً والبدء بمشروع جديد، آنذاك ستكون بوابة النجاح بانتظارك، وقد تتمكن من الدخول عبرها في وقت قياسي!
تعرفوا أيضاً كيف يعوق الخوف من الفشل آلاف الأفكار الريادية.